يعد استضافة حدث رياضي عالمي حراك سياسي واقتصادي واجتماعي وثقافي ونقلة نوعية على مستوى الدول.. فشرف الاستضافة بمثابة العرس والحلم خصوصا عندما تكون المنافسة كبيرة ومرتقبة فهي مناسبة سيكون لها مردود إيجابي سيدعم العديد من القطاعات والخدمات.. لذلك فالاستضافة بحد ذاتها تحدي تسخر له كافة الموارد المالية وبالبشرية وتجند له جميع الطاقات الحكومية والخاصة والتطوعية.. هنا نتحدث عن البرازيل التي دخلت بقوة في سباقات ومنافسات مع دول متقدمة لاستضافة أهم وأكبر البطولات والدورات العالمية.. فيكفي فوزها بتنظيم كأس العالم لكرة القدم 2014 ودورة الألعاب الأولمبية الصيفية ريو دي جانيرو 2016 مما عزز مكانة البرازيل على خارطة الرياضة العالمية وجعل حظوظها عالية وأسهمها مرتفعة.
البرازيل حاليا تعتبر قوة اقتصادية قادمة وهي مصنفة كسابع أقوى اقتصاد عالمي.. ولكن هناك أسرار وأمور تحاول البرازيل تضخيمها وبثها للعالم على أساس أنها قد تشكل عائق أو كارثة تشغل العالم بها و وتؤثر على أصحاب القرار في المنظمات المختلفة.. ففي الوقت الذي نجد فيه كثيرا من الدول قبل ساعة الصفر تعلن جاهزيتها وأنها ستكون عند الموعد وترفع راية التحدي وأن الأمور جميعها على قدم وساق.. نجد مع البرازيل الوضع مختلف فقبل انطلاق كأس العالم بفترة قصيرة ظهر على السطح بعض المشاكل والمعوقات بالتخوف من عدم جاهزية المنشآت ثم حالات الشغب والمظاهرات التي تطالب بإصلاحات في التعليم والصحة وهو نفس الحال الذي يتكرر اليوم قبل انطلاق الدورة الأولمبية الصفية مع فيروس زيكا.
فالبرازيل تعرف أن المال في الفيفا أو اللجنة الدولية الأولمبية هو دخل تحفيزي جاء نتيجة لعقود خيالية من عائدات للنقل والتسويق والحقوق والتراخيص والدعم.. فالميزانية كبيرة والاحتياطي مرتفع والحصول على التسهيلات والدعم أمرا سهل يجب الاستفادة منه أو استغلاله.. هنا لا نتهم البرازيل بافتعال ذلك أو نوجه لها تهم بالفساد أو محاولتها طلب تعزيزات مادية بغير وجه حق.. ولكنها في كل الأحوال أمور ظاهرة على السطح يجب الإشارة لها ومن حقنا السؤال عن تسلسل الأحداث وتوقيتها خصوصا وأنها قد تؤثر على الكثير من الحسابات لذلك فإن التحقيق أو الأيام قد تكشف لنا الكثير من الأسرار.
طارق الفريح
تويتر TariqAlFraih@