لم يكن اختيار المدرب الإيطالي كانافارو لتدريب النصر مبنياً على أسسٍ فنيةٍ واضحةٍ، ولم يكن الاختيار نتاج سيرةٍ ذاتيةٍ جيدةٍ للمدرب، فقد كان الاختيار وفق سياسة (المتاح)؛ أي من الصعب أن تجد مدرباً مميزاً يكون عاطلاً عن العمل، وأكثر الدوريات المهمة على مستوى العالم قد بدأت، فالعاطلون فقط هم مَن لم يجدوا عملاً، ولم تكن سيرتهم في مجال التدريب تشفع لهم، كانافارو مدرب النصر أحدهم… هذا الرجل جاء إلى النصر بسيرةٍ ضعيفةٍ جداً في مجال التدريب، وقاعدة المدرب المبتدئ الذي يفكر في صنع اسمٍ له في مجال التدريب سيكون أفضل من مدربٍ له اسمه ليس مجديةً مع الأندية الكبيرة مثل النصر، فالفريق النصراوي حقق أهم البطولات في موسمين متتاليين وهي بطولة الدوري.
وفي وضعيةٍ كهذه كان من المفترض أن يفتش النصر عن اسمٍ كبيرٍ في عالم التدريب، فالوصول إلى القمة مرحلةٌ انتهت، والمهم هو المحافظة على القمة، ومن ثم الانطلاق لمشاريع جديدة تتمثل في المشاركات الخارجية على مستوى القارة والتمثيل العالمي مرةً أخرى، بهذا يكون التخطيط السليم… لكن البقاء ضمن دائرة الإنجازات السابقة لن يُحدث أي تغييرٍ جوهريٍّ في العمل؛ لذلك كان من الأجدر أن يفكر النصراويون في تنظيم العمل أولاً ومن ثم الانتقال إلى مرحلةٍ جديدةٍ بفكرٍ جديدٍ وفق خطةٍ واضحةٍ… فالعمل العشوائي عندما يحضر في فترة ما بعد الإنجازات ينسف ما حصل من إنجازاتٍ، ويتسبب في تراجعٍ مخيفٍ على مستوى المنظومة كاملة، وهذا ما يحدث للفريق النصراوي هذا الموسم، فالتخطيط كان مفقوداً، والعمل لم يكن منظماً، والخطط لم تكن واضحةً، والإستراتيجيات غائبةٌ، ومن الطبيعي أن تكون النتائج غير جيدة.
فالتعاطي مع فريقٍ بطلٍ مثل النصر في كل احتياجاته يحتاج تنظيماً معيناً بعد أن توضع الخطط والأهداف، وما يُفشل أمراً كهذا هو اتخاذ القرارات السريعة البعيدة عن التفكير والدراسة، فالإبقاء على “دا يسلفا” كان خطأً كبيراً، والتأخر في الإعداد كان خطأً فظيعاً، والتعاقد مع مدربٍ مبتدئٍ مثل كانافارو فيه دلالةٌ واضحةٌ على أن مسيرو النصر في هذا الموسم يتخبطون..!!
الشيء الآخر الذي لا يليق بفريقٍ بطلٍ وقويٍّ مثل النصر هو البقاء حتى هذه اللحظة دون رعاة، فالشأن الاستثماري في النادي ضعيفٌ جداً، ولا يليق بفريقٍ جماهيريٍّ مثل النصر، فالمجال متاحٌ والفرص قائمةٌ؛ إذاً التقصير تتحمله الجهة المعنية بالاستثمار في النادي..!
إن انكشاف وضع النصر بهذا الشكل وبكل هذه الأخطاء لا يعطي مؤشراً إيجابياً على أن هذا النادي محترفٌ، ويعمل وفق تنظيمٍ مؤسساتيٍّ بحتٍ. وكما نقول: في كل مجالات الحياة أي إخفاقٍ يتحمله رئيس المنظومة؛ لذا في رأيي أن كل ما يحدث في النصر هذا الموسم يتحمله رئيس النصر فيصل بن تركي، ومن المهم أن يعيد ترتيب أوراقه؛ حتى يستطيع العودة بالنصر للقمة، ومن ثم الانطلاق نحو منجزٍ جديدٍ يعيد البطل إلى موقعه، وهذا لن يحدث إلا عندما يعمل وبشكلٍ عاجلٍ على حلّ كل الإشكاليات التي تهدد النصر من الجانب المالي، وتشكيل لجنةٍ فنيةٍ لتقييم عمل المدرب كانافارو وتنفيذ كل الخطوات التي تعيد الاستقرار الفني إلى الفريق.
ودمتم بخير،،،
سلطان الزايدي
Zaidi161@