أسدل الستار، منتصف ليلة أول أمس، على مرحلة التحويلات الشتوية الأوروبية، دون أن تحمل هذه المرحلة أخبارا “سعيدة” للاعبين الجزائريين، بمن في ذلك نجوم المنتخب الأول، الذين تصدر بعضهم واجهات الصحف العالمية، وحتى المحلية، مرشحة إياهم باللعب لكبار أندية القارة العجوز، غير أن كل تلك التقارير أضحت في الواقع “حبرا على ورق”، فيما عجزت مرة أخرى البطولة الجزائرية مجددا عن تصدير أي لاعب نحو البطولات الكبرى.
سيبقى رياض محرز مع نادي ليستر سيتي الانجليزي حتى إشعار آخر، وهو الذي كان مطلوبا، بحسب تقارير صحفية محلية ودولية، في كبرى نوادي “البرميرليغ” من أمثال مانشستر يونايتد وأرسنال وليفربول، وحتى لبطل أوروبا برشلونة، وبلغ الأمر للتأكيد على وصول عروض رسمية للاعب المتوج مؤخرا بالكرة الذهبية الجزائرية وبأرقام مهولة، لكن لا شيء من ذلك تجسد على أرض الواقع، ولو أن اللاعب نفسه أكد رغبته في البقاء إلى غاية نهاية الموسم الحالي على الأقل، ليعيش حلم التتويج بلقب “البرميرليغ” مع “الفوكسيس”.
سبورتينغ يدّخر سليماني لرهان البطولة البرتغالية
ورفض نادي سبورتينغ لشبونة التنازل عن هدافه الجزائري إسلام سليماني أمام كل العروض التي وصلته من نوادي نيوكاستل وإيفرتون الإنجليزيين، إدراكا من الإدارة البرتغالية بأهمية ودور سليماني الكبير في الرهان على لقب البطولة المحلية التي لم تتحقق منذ 2002..
إدارة سبورتينغ لشبونة وافقت بالمقابل على بيع “بديله” الكولومبي فريدي مونتيرو، الذي رحل إلى أحد النوادي الصينية.
ودفع ابن المنيعة ياسين براهيمي ثمن تراجع مستواه خلال النصف الأول من الموسم الحالي مع ناديه بورتو البرتغالي، فلم يكن له أثر بارز في أخبار التحويلات الشتوية الأوروبية، على عكس ما كان عليه في الصيف، أين وصل صدى تألقه ميونيخ (البايرن) وباريس (البي أس جي).
فيما فضل سفيان فغولي تمديد تجربته مع “خفافيش” فالنسيا الاسباني، بعد أن كان قاب قوسين أو أدنى من الانتقال إلى البطولة التركية من بوابة فينرباشي، وهو الاتجاه الذي أخذه زميله في المنتخب كارل مجاني (بالعكس)، لما انتقل من طرابزون سبور إلى نادي ليفانتي الاسباني (المتواضع)، ليجاوره فغولي (المدينة نفسها) و«يزامل” غيلاس، ليكون المدافع الأسبق لنادي موناكو أحد الاستثناءات القليلة التي عرفتها حركة اللاعبين الجزائريين في هذا “الميركاتو”.
بلكالام الخاسر الأكبر
وفيما بحث سعيد بن رحمة عن بعث مشواره بعد إعارته لنادي أنجي الفرنسي للحصول على فرصة اللعب الذي غابت مع نادي نيس، عجز مدافع شبيبة القبائل سابقا السعيد بلكالام عن إيجاد مخرج لوضعيته المعقدة مع ناديه واتفورد الانجليزي، الذي لم يمنحه أدنى فرصة للتواجد مع الفريق الأول، فكان المدافع السابق لـ “الكناري” الخاسر الأكبر في هذا “الميركاتو”، وهو الذي خسر قبل ذلك مكانته في المنتخب الأول ولم يبق أمامه سوى البحث عن إعارة إلى نادٍ من الدرجة الأدنى، أو التحوّل إلى إحدى البطولات الخليجية (أبواب الانتقالات مفتوحة حتى منتصف الشهر الجاري)، لإنقاذ مسيرته المتعثرة منذ مونديال البرازيل.
وفي السياق ذاته، بات نبيل بن طالب مطالبا ببذل جهود أكبر لفرض نفسه من جديد في فريقه توتنهام الإنجليزي، فقد صار خيارا ثانويا للمدرب بوكيتينو، وهو الذي تحدثت مصادر صحفية في وقت سابق عن انتقاله الوشيك إلى نادي إنتر ميلان الايطالي.
زياني وعنتر ومطمور.. عودة إلى الواجهة
وعرف “الميركاتو” الشتوي عودة جيل أم درمان للواجهة، فقد ظفر الثلاثي كريم زياني وعنتر يحيى وكريم مطمور بعقود احترافية جديدة، في إصرار وتحدٍ جديد للاعبين قدّموا الكثير للمنتخب الوطني، فانتقل عنتر يحيى (33 سنة) إلى نادي أورليان من الدرجة الثانية الفرنسية، بعد أن قضى موسما ونصف الموسم في نادي أنجي دون أن يلعب أدنى دقيقة.
وبعد عام من البطالة المفروضة عليه، يستعد كريم زياني لخوض تجربة جديدة في أوروبا التي غادرها نحو الخليج قبل 4 سنوات، لينضم إلى نادي بيترولول بلويستي من الدرجة الأولى في صفقة انتقال حرة.
وبعد تجربة أكثر من فاشلة في الكويت، وبعد أن رشح للعب في البطولة الجزائرية مع نادي نصر حسين داي، حط الجزائري كريم مطمور الرحال بانجلترا مع نادي هيدرسفيلد من الدرجة الأولى الانجليزية (القسم الثاني)، بفضل مدرب الفريق الألماني الذي يريد منحه فرصه العودة للأضواء، وهو الذي يعرف إمكاناته أيام كان الجزائري يحمل ألوان مشنغلادباخ قبل 5 سنوات من الآن.
بن يطو.. أبرز انتقال “محلي”
وفشلت البطولة المحترفة الجزائرية مجددا في “تصدير” أي لاعب للبطولات الأوروبية، كبيرة كانت أو صغرى، لأسباب مالية (اللاعبون المحليون يتقاضون أجورا مرتفعة في نواديهم)، وأسباب فنية أيضا؛ بما في ذلك عناصر المنتخب الأولمبي الذين تحدثت أخبار عن اتصالات من فرنسا والبرتغال لضم مزيان وفرحات وبلخماسة. لتكون أبرز وأغلى صفقة انتقالات لـ “محليينا” هذا الشتاء نحو البطولة السعودية، مع هداف وفاق سطيف محمد بن يطو المنظم إلى نادي الشباب السعودي مقابل صفقة إجمالية بقيمة 2.450 مليون أورو (ما بين حصة اللاعب 1,650 مليون أورو على ثلاثة مواسم وحصة فريقه وفاق سطيف 700 ألف أورو والمناجير السعودي الذي كان وراء التحويل 100 ألف أورو).
ورفضت إدارة نصر حسين داي إعارة قائدها بن دبكة بالمجان لنادي فيتوريا غيماريش البرتغالي، مع إمكانية الشراء كما فعل نادي بارادو سابقا مع لاعبه بن سبعيني الناشط في صفوف مونبوليه الفرنسي الذي ينتظر شراء عقده نهائيا.
وتحلى المدافع الدولي هشام بلقروي بالشجاعة بعد تسريحه من النادي الإفريقي التونسي، لما رفض عروضا مجزية من الناحية المالية في البطولات الخليجية، ليوقع لنادي ناسيونال ماديرا البرتغالي مدة ستة أشهر فقط براتب متواضع، على أمل أن يكون هذا الفريق محطته الأولى نحو التألق من أجل الانتقال إلى نادٍ أوربي أكبر وبراتب أهم، على عكس زميله سابقا في الإفريقي عبد المؤمن جابو الذي فضل العودة إلى البطولة الجزائرية من بوابة فريقه السابق وفاق سطيف، وإلى جانبه أكرم جحنيط العائد من الكويت، دون أن ننسى ملولي الذي أنهى تجربته مع القادسية، ليوقّع لشباب قسنطينة.
مقداد أمقران
ميركاتو شتوي فاشل للاعبي الجزائر