هل يمكن أن نضع في نفس الكفة من يقدم برنامج أو يظهر كضيف فيه بصفه الشخصية.. باتحاد كرة القدم الذي يدير اللعبة وينظمها ويشرف عليها بصفته الجهة الرسمية الراعية لرياضة كرة القدم في المملكة العربية السعودية والمسئول المباشر عن منتخباتنا الوطنية والأندية المحلية والمسابقات الرياضية.. فهو منطقيا كمؤسسة حكومية ومن خلال ثقة طرحت فيه وبمسئوليه يتمتع بسيادة تجعل له حصانه تحميه من أي تشكيك أو تجريح.
لقد تساهل الكثير تحديدا في هذا المفردة وأصبح معظمهم صاحب وصاية.. والتجاوزات التي نستطيع رصدها تجاه إتحاد كرة القدم ولجانه متأثرة بالميول والتعصب وحب الظهور وبقلة الوعي والثقافة وغياب الفكر وتصفية الحسابات يمكننا تصنيفها بالمساحة السوداء المحسوبة على شارعنا الرياضي.. فلم يعد غريبا أن نشاهد من يخرج بتهكم وسخريه ويهاجم اتحاد كرة القدم بعشوائية وتسرع واندفاع تحت مظلة الحرية والمساحة الخضراء للطرح.
اعتقد لو مارس اتحاد كرة القدم قوته وحقوقه لوضع حدا للكثير من التجاوزات التي لا تحمل أي صفه أو حقوق يجعلها بهذا المظهر الذي يحتاج إلي رادع يحجم الأمور ويضعها في نصبها الحقيقي.. فنستغرب جدا أن يظهر مذيع “مقدم” ويسأل ضيوفه كيف تقيم ومن ترشح وكان الأمر “سوالف” بينهم أو أن الأمر سهل للدرجة التي يتخيلونها.. أنها منظومة تمثل سمعة رياضة دولة وليست سلعة للتنظير على طاولة مستديرة يجلسون عليها.. فهم ليسوا مسيرو للرياضة ولم ولن يصلون للدرجة التي يعتقدون أنهم يعيشون فيها.
نخن لا نطالب كجماهير ومتابعين إلا بقليل من الاحترام وأن تحفظ الحقوق والأسماء فليس هناك اتحاد اسمه “اتحاد عيد” بل هو الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم.. ونعرف ونقدر حجم كل شخص في المنظومة الرياضية ولا ننتظر وصاية بل ننظر إلي عمل.
باختصار.. أن لكل مقام مقال.. فبالتأكيد هناك بعض الأخطاء التي يجب أن نقف بجانبها ونعدلها فالنقد حق مشروع ومتاح للجميع.. ولكن أن ننتظر نقدها من أصاحب التعصب والترصد فهذا الأمر مرفوض ومردود عليهم لأننا في النهاية مع اتحادنا بمنظومته ورؤيته ولسنا مع مهرجينا ومنظرينا.. وعلى الجميع أن يعرف حجمه ودوره في المنظومة الرياضية.. فالصف الأمامي ليس متاح للبرامج والتنظير وتصفيه الحسابات ولكنه رسالة بل قيادة لم ولن يتفهمها الكثير من النقاد والمحللين.
ختاما إن الاتحاد العربي السعودي لكرة القدم رأس الهرم وصاحب القرار.. ولتعلم الأندية ورؤساؤها أنها تحت مظلة هذا الإتحاد في هرم تدرجي للمنظومة الأم للرياضة وما يصدر منها كأندية تجاهه وحسب الأنظمة ما هو إلا تظلم وشكاوي واحتجاج أو استفسار وطلبات واقتراحات وبكل احترام بينما هي تتلقى منه قرارات وأوامر ضمن برامج وخطط وأنظمة يحميها القانون وتكفل نجاح الموسم الرياضي وتضمن العدالة للجميع.. فما بالك بالصف الخلفي من تجمع إعلامي في برنامج يجعلك حقا تستغرب ما يدور فيه من طرح.. فمن حقنا كرياضيين أن تحفظ الألقاب لأصحابها ونتصدى لكل عبث يومي مهما كان مصدره أو قوته.
طارق الفريح
تويتر TariqAlFraih@
إتحادنا رأس الهرم