في الدوري السعودي تؤكد الأعوام الأخيرة أن متصدر المرحلة الأولى هو من يحقق اللقب، حدث ذلك مع الشباب والفتح والنصر مرتين، كان هناك منافسون يبحثون عن فرصة تعثر لا يحصلون في نهاية المطاف عليها، اليوم نحن نتحدث عن فريقين أنهيا الدور الأول برصيد واحد الأهلي والهلال، تنافس محموم للظفر بالدوري، انفردا بالتقدم باكرا وجاء بلوغهما المباراة النهائية على كأس ولي العهد تأكيدا على تفوقهما، وعلى الرغم من الفوز الصريح الكبير للهلال على الشباب في نصف نهائي الكأس برباعية نظيفة خلاف ما قدمه الأهلي من أداء ضعيف أمام الاتحاد يبقى قدرته على الخروج بالأهم بهدف يتيم مثار إعجاب، وهو الذي افتقد لعدد من أبرز نجومه في مراكز مختلفة المهاجم عمر السومة، والمدافع الأيسر عبدالشافي، وصانع اللعب المميز المقهوي، لم يكن كثير من الأهلاويين راضون عن الأداء في ظل السيطرة الاتحادية، والهجمات الكثيفة؛ لكنهم في النهاية خرجوا بالنتيجة المطلوبة التي عززت الثقة في البدلاء، حين يتمكن البدلاء من الحفاظ على نسق الفريق في نتائجه يكون الجهاز الفني قد نجح في مهمته بامتياز.
غاب الهلال أربعة مواسم عن لقب الدوري الذي يسيطر على سجله الشرفي بفارق شاسع عن أقرب منافسيه، وجماهيره التي يتقدم طموحاتها الفوز بدوري أبطال آسيا وجدت نفسها قد فقدت مذاق الدوري، وهم اليوم شغوفون بالعودة للاحتفال به؛ غير أن الأهلاويين أكثر حاجة له وهم البعيدون أكثر من ثلاثة عقود عن تحقيقه، ويعيشون أجواء مثالية جدا للفوز، كانوا قريبين منه في مناسبتين، وتتهيأ لهم فرصة جديدة مواتية مدعومين باستمرار السجل خاليا من الخسائر فضلا عن الفوز على الهلال في المواجهة المباشرة وهو ما قد يؤثر في لقائهما الحاسم المرتقب بالدور الثاني.
لو استمر الحال على ما هو عليه أرى أن الأهلي الأقرب لتحقيق أحلام جماهيره، هناك تحركات منتظرة لاستغلال فتح باب التسجيل للفترة الشتوية، الهلال أكثر حاجة لتدعيم صفوفه خصوصا في منطقة لمحور الدفاعي، كما أننا لا نعلم كيف سيتعامل الأهلي مع الإصابات التي اجتاحت لاعبيه في الآونة الأخيرة، ويبقى عشاق الدوري السعودي على موعد من تنافس مثير ستكون الكلمة فيه حاضرة لفرق كبيرة ستظهر بصورة أكثر تطورا كالنصر والاتحاد والتعاون وسيكون لها دور في التأثير على مستقبل البطولة.
كميل محلل مختلف
أتابع أداء المحللين التحكيميين لمباريات الدوري السعودي في البرامج الرياضية وحتى آراؤهم في مواقع التواصل الاجتماعي، يتميز المحلل الكويتي سعد كميل بخروجه الهادئ الجميل في القناة الناقلة برو سبورت، يدعم الحكام ويوجِد المبررات المقنعة عند اختيار لقطات اتخذوا فيها قرارات خاطئة، يقنعني بأن الحكم أخطأ لمكانه غير الصحيح مثلا، وهو بذلك يبعد تماما دوافع التعمد التي يركز كثيرون على اتهام حكامنا بها، أشعر أن كميل من القلائل الذين يمكن أن يتقبل الحكام نقدهم، والاهتمام بآرائه.