قرّر رئيس الاتحادية الجزائرية لكرة القدم، أخيرا، “التنازل” والالتقاء بالإعلاميين الرياضيين الجزائريين، خلال ندوة صحفية، حدد يوم السبت المقبل كموعد لها، دون سابق إنذار، ما يبعث على الاعتقاد بأن قرار عقد ندوة صحفية “مفاجئة” كبداية للسنة الجديدة وفي منتصف البطولة، أملته مجموعة من النقاط أدرجها روراوة في “جدول أعمال” الندوة.
لا يمكن تقديم قراءة لقرار محمّد روراوة عقد نوة صحفية، سوى أن الرجل يريد تمرير مجموعة من الرسائل إلى الجماهير الرياضية والرأي العام من خلال الصحافة، في خطوة لتبييض صورة الاتحادية وصرة رئيسها الذي وجد نفسه، خلال النصف الأول من البطولة، في عين الإعصار، بسبب جملة من الفضائح والتجاوزات والخروقات القانونية، التي “فاحت” رائحتها، وجعلت مصداقية “الفاف” على المحك.
ما يريد رئيس الاتحادية قوله، في موعد السبت المقبل، هو النظر، كالعادة، إلى كل ما تحقق من مكتسبات رياضية على أنه إنجاز كبير جدا، وبأن “قلعة” دالي إبراهيم يتم تسييرها بطريقة احترافية تجعل منها أقوى وأفضل اتحادية في القارة السمراء في نفس مقام اتحادية جنوب إفريقيا، وسيسرد رئيس الاتحادية من دون شكّ، البحبوحة المالية لـ”الفاف” التي جعلتها، في عز التقشف الذي تعيشه البلاد، تتنازل عن دعم الدولة لها، من خلال إعادة “جزء” بسيط فقط وليس كله، من مساعدات وزارة الشباب والرياضة والمقدّرة بـ35 مليار سنتيم في السنة الواحدة.
ولن يفوّت روراوة الفرصة، لاستغلال إنجاز المنتخب الأولمبي المتأهّل إلى الأولمبياد بعد 36 سنة من الغياب، لتلميع صورته، والقول بأن الاتحادية نجحت في إعادة بريق، حتى المنتخب الأولمبي، بعدما نجحت في جعل المنتخب الأول يشارك في موندياليين ويبلغ ربع نهائي “كان 2015”، وهو (المنتخب) في طريقه أيضا للتأهّل إلى ثالث مونديال على التوالي وإلى كأس أمم إفريقيا 2017،، ويلعب الأدوار الأولى قاريا ويحتل، لعدة سنوات، مراكز ريادية في تصنيف “الفيفا” الشهري. لكن رئيس الفاف لم يقل إنه هو الذي أغلق أكاديمية حداج، سنة 2013، وها هو اليوم يعيد بعثها بمبرر واضح، وهو محاولة استثمار النجاح الذي حققه الأولمبيون. وسيجعل روراوة بلوغ اتحاد الجزائر لنهائي رابطة أبطال إفريقيا، إنجازا يقترن أيضا بسياسة الاتحادية في دعم الأندية وجعلها، حسب منظوره، محترفة بجميع المقاييس.
كلام رئيس الاتحادية بعين الإيجاب عن الكرة الجزائرية، سيندرج بعد يوم واحد فقط على “ضبط” الحصيلة المالية والأدبية لهيئته أمام أعضاء المكتب الفدرالي، ما يجعل من الندوة الصحفية بمثابة وسيلة “مبتكرة” جديدة من محمّد روراوة لنشر بيان لأشغال المكتب الفدرالي، غير أن الموعد سيمنح روحا لقناعات رئيس الاتحادية، من خلال “التوجيهات” التي يريد أن “يفرضها” بطريق كلامه على الإعلام الرياضي الجزائري.
وبما أن الندوة الصحفية تندرج في مرحلة عصيبة تمر بها الكرة الجزائرية بسبب الانتقادات التي طالت مختلف هيئات “الفاف”، وإلى جملة من الفضائح هزّت الكرة الجزائرية، من جديد، هذا الموسم أيضا، فإن “افتتاح” الموسم الرياضي في منتصف الطريق مع بداية السنة الجديدة، يؤكد بما لا يدع مجالا للشكّ بأن محمّد روراوة يسعى إلى تمييع كل المشاكل والخروقات القانونية، رغم أن روراوة نفسه، اعترف ضمنيا، من خلال إسناد أي استئناف إلى الاتحادية، إلى أن مختلف الرابطات تدوس على القوانين وتهضم حق الأندية والرياضيين.
وسيضطر رئيس الاتحادية، من خلال احتكاره للكلمة، التعامل مع الصحافيين بنفس العقلية التي تشهدها الجمعيات العامة للاتحادية واجتماعات المكتب الفدرالي، حتى لا يُجبره أحد على الردّ والإقناع، بشأن دوس لجنة فض النزاعات على القوانين، حين رفضت تسريح عدة لاعبين، من أمل الأربعاء وسريع غليزان، رغم عدم تلقي هؤلاء لأجورهم لأكثر من ثلاثة أشهر.
وسيتغاضى روراوة عن تقديم جواب مقنع حول برمجة مباراة شباب بلوزداد ومولودية الجزائر بملعب 5 جويلية الأولمبي “عنوة”، رغم أن الاتفاق كان يقضي ببرمجة مباراة الذهاب بين الفريقين بملعب عمر حمادي ببولوغين ومباراة الإياب بملعب 2 أوت 1955 بالعناصر، ولن يجد جوابا مقنعا لتبرير فتحهّ، قبل الكلاسيكو، مركز سيدي موسى لاتحاد الجزائر دون مولودية الجزائر.
وسيمر “الحاج” مرور الكرام على حادثة تناول يوسف بلايلي لمادة “الكوكايين”، وللاعبين آخرين للمنشطات في مباريات لم “يروّض” عشاقها حرمانهم من متابعتها للكف عن أعمال الشغب.
الندوة الصحفية لرئيس الاتحادية سيسقط من جدول أعمالها الحديث عن الرشوة التي نخرت كرة القدم الجزائرية وعن فشل الاحتراف بسبب إفلاس الأندية المحترفة، وستخلو أيضا من جواب شاف عن حقيقة الخلاف بينه وبين المدرّب الوطني كريستيان غوركوف، وعن حقيقة موقفه من المدرّب الفرنسي.
رئيس الاتحادية "يفتتح" السنة الكروية في منتصف البطولة
“ما يريد روراوة قوله وما يريد إخفاءه”