جاء تصريح الرئيس العام لرعاية الشباب الأمير عبدالله بن مساعد وشكره لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد ليؤكد قرب واهتمام القادة بقطاعي الشباب والرياضة والاهتمام بشباب هذا الوطن، والذي يمثل الشريحة الأكبر من المواطنين والمتابعين للرياضة وشؤونها.
شاهدنا هذا التفاعل والشكر والاعتراف للأمير محمد بن سلمان على خلفية نقل مباراة المنتخب السعودي ونظيره الفلسطيني في التصفيات المزدوجة لكأس العالم 2018 بروسيا وكأس آسيا 2019 بالامارات وإقامتها في الأردن.الامور كادت تصل أو بالأحرى وصلت فعلياً لطريق مسدود برفض الجانب الفلسطيني نقل المباراة الى ملعب محايد وإعلان الاتحاد السعودي الانسحاب رسمياً من خوض المواجهة، بعد استفاذ كل المحاولات لإقناع جبريل الرجوب رئيس اتحاد الكرة الفلسطيني لنقل المباراة وتمسكه بإقامة المباراة في رام الله، وهو ما يعني تطبيعا مجانيا مع الكيان الصهيوني، ولا أعرف لماذا وصلت الامور لهذه الدرجة من التعنت من جانب الرجوب لتصل لمرحلة التشنج.البعض قد يسوق أو يبرر لموقف الرجوب المتشنج بداعي أن هناك بعض الأقلام وجهت اتهامات للرجوب ووصفته بالخائن والعميل، لكن هذه الأصوات مردود عليها بأن موقف الرجوب الرافض لنقل المباراة إلى ملعب محايد سابق للاتهامات، وواضح أنه كان مبيتاً النية لتصل الأمور إلى هذه الدرجة حتى قبل أن يخرج الامر للعلن ويتم طرحه للإعلام، لكن هذا ليس معناه أيضاً أنني ألتمس الاعذار لبعض الكتاب بتوجيه الاتهامات للآخر والسماح لأنفسهم دون وجه حق بالدخول في الذمم مهما كانت الدوافع.
تدخل ولي ولي العهد جاء في الوقت المناسب بعد استنفاد كل السبل الممكنة التي من الممكن أن يلجأ إليها اتحاد القدم السعودي، قبل أن تصل فعلياً الى طريق مسدود، ليأتي التدخل الحكيم الذي يعكس مدى اهتمام القيادة وحرصها على شباب هذا الوطن واهتماماته ومن ضمنها شغفه وولعه بكرة القدم.
التدخل الحكيم أعاد إلى الكرة السعودية هيبتها وسمعتها وهذا يعود إلى حنكة ولي ولي العهد وقربه من الشباب ومعرفته باهتماماتهم. الكرة الآن أصبحت في ملعب اللاعبين بعد تذليل كافة العقبات وتمهيد الطريق أمامهم، فلا بد ان يكون اهتمام القيادة محفزاً قوياً وداعماً للاعبي المنتخب السعودي وجميع الرياضيين لترجمة هذا الاهتمام على أرض الواقع وتحقيق حلم القيادة برفع علم المملكة في المحافل الدولية، ولن يتأتي ذلك سوى بالنجاح ولا شيء غيره، فالمطلوب الآن هو تحقيق الفوز في مباراتي فلسطين وتيمور الشرقية من أجل إسعاد الجماهير بعد مرحلة الشد والجذب التي عاشتها في الفترة الأخيرة بسبب تحديد ملعب المباراة. كلنا أمل وتلهف بعودة الكرة السعودية إلى مجدها السابق وهذا بيد اتحاد القدم ولاعبي الأخضر، ولا بد أن يستشعروا أهمية المرحلة للنهوض بكرتنا السعودية.
يجب على مسؤولي اتحاد الكرة عدم المكابرة والاعتراف بالأخطاء الموجودة والواضحة وضوح الشمس ويسعى لتصحيحها، وذلك متى ما أرادوا أن يعيدوا لرياضتنا شعبيتها وتوهجها بين الجماهير.أخيراً.. اهتمام القيادة الرشيدة بقطاع الشباب والرياضة والحرص على أن نكون في القمة دائماً ليس بجديد علينا، لكن يجب علينا أن نثبت لولاة أمرنا بأننا جديرون به ويمكننا أن نستغله بالشكل الامثل ونعتبره نقطة تحول الى الأفضل بإذن الله بعد التخبطات والإخفاقات السابقة لرياضتنا واتحادنا الموقر!!.