إقالة المدرب ديسيلفا وإحضار البديل – أيًا كان – ليس هو الحل الوحيد لإنهاء مشاكل النصر والتي بدأت في رأيي من بعد نهاية كأس الملك العام الماضي.
الأمر تعدى المدرب ببروده ولامبالاته حتى وصل إلى معظم اللاعبين الذين إما شافوا حالهم أو تبلد حسهم نتيجة التشبع الإعلامي وما يتلقى بعضهم من دعم شرفي مادي ومعنوي.
بداية الاستهتار بدأت من تأخر الحارس الأساسي عبدالله العنزي في إجراء عمليته، فلم يفكر فيها إلا بعد مرور عدة أسابيع من الإجازة الصيفية، ولو كان حريصًا على ناديه وعلى جماهيره التي تحترق خارج الملعب لكان على الأقل جاهزًا مع أول مباراة في دوري جميل، بدلًا من أن يأتي ليلعب في الجولة الرابعة أمام فريق عتيد وقوي كالأهلي فيكون سببًا رئيسًا في خسارة فريقة وبنتيجة قاسية.
خالد الغامدي مثال آخر.. لم يُقدر للأسف وقفة كحيلان وحرصه على تجديد عقده مع النصر، فلم يطور مستواه أبدًا بل أهمله وبشدة حتى بات لا يستطيع رفع كرة عرضية صحيحة، وأصبح نقطة عبور واضحة يعتمد عليها الخصم في رسم خطته.
محمد السهلاوي والذي مدحنا أخلاقه قبل لعبه، يخرج للتبديل غاضبًا في مباراة الشباب، وكأنه يعتقد أن النصر لا يقف إلا عليه وأهدافه، بل وكأنه يقول أنا المهاجم الأفضل في الفريق ولا يمكن تغييري أبدًا.
إبراهيم غالب والذي لم يُعرف إلا عن طريق النصر، أخذ يماطل ويُقايض الفريق في لحظات حرجة فهما كان له من متأخرات ومستحقات فسينالها بلاشك هو بقية زملائه اللاعبين، وهو أمر يتكرر في جميع الأندية السعودية نتيجة خلل في آلية الاحتراف لدينا.
هذا جزء من ما يعاني منه النصر هذه الأيام، الأمر الذي خلق نوعًا من السطوة لدى اللاعبين على حساب الفريق في ظل وجود ضعف إداري لم نعهده بتاتًا في العامين الماضيين.
ولتأكيد ذلك.. اتساءل هنا أين أحمد عكاش والذي حارب النصر كثيرًا لضمه؟ ولماذا تم تهميشه من بعد مباراة السوبر؟ أم هي سطوة الأسماء الكبيرة والتي تفرض نفسها بغض النظر عن العطاء والجاهزية؟
النصر – أيها السادة – لم يفقد بطولتين هذا العام فقط، وإنما فقد أيضًا شخصيته وهيبته.
ولعل توفير المدرب البديل والمناسب وبصورة عاجلة هو أحد العلاجات المطلوبة بلا شك، لكن الأهم أيضًا هو (صحصحة) الإدارة، والأكثر أهمية هو تفاعل اللاعبين وحضور تركيزهم داخل الملعب وليس خارجه في أوقات الليالي أو عبر برامج تويتر وسناب شات.
تويتر AliMelibari@