فجأة أصبح المدرب دونيس فاشلًا وجبانًا في نظر الهلاليين، بعد أن كان بطلًا شجاعًا مغوارًا..
هذا التحول المفاجيء والسريع سببه – في رأيي – أمران: ديسيلفا والعالمية..
فعندما فاز الهلال على النصر بكأس الملك، قفز دونيس إلى مرتبة أفضل المدربين بحسب معايير الهلاليين والتي بُنيت على الفرحة الهستيرية بالفوز على أفضل فريق سعودي، ولم تُبن على إمكانات المدرب نفسه.
ذلك الفوز الذي حققه الهلال ليس لكونه الأفضل، ولكنه بسبب عدم تعامل مدرب النصر ديسيلفا مع مجريات المباراة.
الهلال كرر فوزه على النصر في مباراة السوبر بسبب برود ولامبالاة ديسيلفا والذي مهد الطريق مبكرًا لخسارة النصر عندما اختار بداية متأخرة لمعسكر الفريق قبل لقاء السوبر وعلى نحو سبعة أيام من انطلاق معسكر الهلال، فكان من الطبيعي أن يتفوق الهلال بدنيًا ولياقيًا وهو ما تجلى بوضوح في اللقاء.
بعد تلك المباراة، تغنى الهلاليون كثيرًا بمدربهم دونيس واعتبروه أحد أفضل المدربين الذين مروا على تاريخ الهلال.
الآن وبعد الخسارة من الأهلي الإماراتي وتفاقم (صداع) العالمية، انقلب الحال فأصبح دونيس مدربًا فاشلًا لا يعرف إلا خطة واحدة ويجهل قراءة المباريات، بل أن كثير من الهلاليين في منتدياتهم ومواقع التواصل الاجتماعي طالبوا بإقالته والبحث عن مدرب بديل.
حتى صرامة دونيس في إبعاد الحارس خالد شراحيلي عن لقاء أهلي دبي لم تعجبهم فأخذوا يلومون إدارة الفريق وكيف أنها لم تنجح في إقناعه بضرورة مشاركة شراحيلي في تلك المباراة المصيرية، ضاربين قيم المثل والالتزام بعرض الحائط، وهو أمر يؤكد للمرة المليون ماهية (العالمية) وأهميتها عند الهلاليين وأن تحقيقها – إن تم – يكمن في كفة، وما يملكونه من بطولات سابقة في كفة أخرى.
هذه الموازنة ينكرها جل الهلاليين، وبكل غرور وكبرياء يدعون أن بطولاتهم التي تحققت في السنوات الماضية كافية للتغني والافتخار بها بعيدًا عن (العالمية)، وهو أمر إن قسناه على الواقع وقارناه بحجم الألم والصياح بعد كل خروج فسنجده بعيدًا كل البعد عن الحقيقة.
وكما اعتقد، فإن لاعبي الهلال عندما يلعبون في آسيا، لا يفكرون فقط في الفريق المنافس، وإنما يذهب تفكيرهم أيضًا نحو خصم آخر وهو (الطقطقة)، ولذا ربما يتشتت تركيزهم فلا يبلغون (العالمية) والتي يبدو أن مسافة وصول الهلاليين إليها أصبحت طويلة على نحو يُعادل المسافة بين الرياض وعاصمة جمهورية بيرو (ليما).
تويتر AliMelibari@