تركوا السهلاوي واتجهوا لهزازي

علي مليباريالمتعصبون للون الأزرق والمتألمون من عودة هيبة الهجوم السعودي بقيادة المتألق محمد السهلاوي تركوا الحديث عن هدفي المباراة في لقاء المنتخب الإماراتي الشقيق، وذهبوا يتهكمون على دخول البديل نايف هزازي في آخر دقائق المباراة.

بعضهم أخذ يحسب بسخرية عدد الأمتار التي ركضها هزازي، وغيرهم قال: هزازي احتياطي كلاكيت ثالث مرة.

يتخيل لي وأنا أقرأ تعليقاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي، أن هؤلاء القوم بتعصبهم الطاغي هذا ربما كانوا يشاهدون مباراة للنصر وليس لمنتخبنا الوطني، أو أن السهلاوي وهزازي كانا يرتديان القميص الأصفر في ليلة الأخضر، وبالأخص وأنا أقرأ تغريدة لأحدهم وهو يقول (بعرضية الزوري وجزائية العابد، المنتخب ينتصر على منتخب الإمارات).

هذا التعصب هو في الواقع نتاج لمعطيات الإعلام الأزرق المتعصب الذي لا يعترف بأفضلية الغير على لاعبيه، لدرجة أن أحدهم كان يتهكم على السهلاوي قبل المباراة بيوم، فتوقع أنه لن يستطيع إلا أن يسجل (بنالتي) فقط، ولكن السهلاوي كعادته كان كريمًا فلم يسجل فقط (بنالتي)، وإنما سجل هدفًا أوروبيًا على طريقة الألماني الشهير (مولر)، وهو هدف لم يكن له لأن يُسجل بتلك الطريقة الجميلة لولا تعاون كافة زملائه ابتداءً ممن تسبب في صنع جملة الهدف وصولًا إلى عبدالله الزوري (الهلالي) وعرضيته الجميلة.

إذن هو فريق عمل مكون من عدة لاعبين ينتمون لأندية مختلفة ولكنهم يلبسون لونًا واحدًا وهو اللون الأخضر، فلا يرون حينها إلا منتخب بلادهم فيلعبون بقلب رجل واحد خدمة لبلدهم وإسعادًا لجماهير الوطن.

لقد شعرنا في لقاء الإمارات أن هناك شكلًا ورائحة عطرة للأخضر افتقدناهما منذ زمن، وأن بصمة المدرب مارفيك باتت واضحة إلى حد كبير، وما تسجيل السهلاوي لهدفين مهمين إلا ترجمة واقعية لروح لاعبي المنتخب وحماسهم وإصرارهم على الفوز، مما يجعلنا نقول أننا فعلًا في مرحلة جديدة تتطلب الدعم والوقوف وشحذ الهمم، بعيدًا عن التعصب والتلون، وأن الأخضر سيكون أفضل بإذن الله في المستقبل، وأداءه سيتطور مصحوبًا بأهداف جميلة من السهلاوي وهزازي وزملائهما الهدافين.

تويتر AliMelibari@

8