أصر الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم على موقفه من أجل إقامة مباراة منتخبه أمام المنتخب السعودي على ملعبه البيتي ضمن روزنامة “فيفا” وذلك في الثالث عشر من شهر أكتوبر ضمن تصفيات كأس العالم 2018 وكأس آسيا 2019، وسط محاولات سعودية سابقة لنقل المباراة إلى أرض محايدة نظرا للظروف السياسية الراهنة التي تشهدها الأراضي الفلسطينية.
ونشر اتحاد الكرة الفلسطينية بيانا لوسائل الإعلام مساء الأحد، يؤكد فيه موقفه ويطالب أيضا بإرسال الكشوفات السعودية حتى يتسنى لفريقها دخول الأراضي الفلسطينية بطريقة آمنة دون أية احتكاكات مع الجانب الإسرائيلي، فيما منح الفلسطينيون السعوديون مهلة قدرها 48 ساعة لتحديد القرار الأخضر الحاسم.
وأضاف البيان: “إننا وبضمائر حية فيها من العروبة والإسلام ما يؤكد عدالة الموقف الفلسطيني بأن المباراة يجب أن تقام على أرض فلسطين التي تتحدث اللغة العربية الإسلامية بكبرياء وعزة وشموخ، لاسيما أننا ومن خلال اتصالات الفيفا معنا وتأكيد استعدادهم لتأمين رقابة لدخول ومغادرة آمنة وكريمة للبعثة السعودية ، وفي حال اعتذارهم فإن خسائرهم لا تتجاوز الخسارة الإدارية لنتيجة المباراة والتي هي غير مضمونة أصلا، بالإضافة إلى تعويضات مالية للاتحاد الفلسطيني بدلا عن تكاليف التحضير للقاء، ونحن متنازلون عنها”.
وزاد: ” إننا وبعد سلسلة من الاجتماعات والنقاشات المعمقة وعلى مختلف الصُعد والمستويات، فإن مجلس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يطالب الاشقاء السعوديين مراجعة موقفهم خلال ال48 ساعة القادمة وتحديث كشف البعثة السعودية الذي سبق وأن تم موافاتنا به ، سواء من خلال الاتحاد الفلسطيني أو من خلال الاتحاد الأردني الشقيق أو من خلال الاتحاد الدولي “الفيفا” لتأمين دخول البعثة وذلك بمعزل عن أي إحتكاك مع الاحتلال وبتصاريح صادرة بإسم السلطة الوطنية الفلسطينية كي يدخلوا أكناف بيت المقدس على أرض فيها سيادة وإرادة عربية وإسلامية حرة قل أن تجد لها مثيلا في أي عاصمة عربية وإسلامية على مدار 68 عاما من الاحتلال ومحاولات كسر الإرادة”.
وختم البيان الفلسطيني قوله: ” إننا نتمنى أن يتضح موقف الاتحاد السعودي الشقيق من هذا الموضوع وخلال 48 ساعة ليتسنى لنا عمل المطلوب”.
وسبق أن رفض أحمد عيد رئيس الاتحاد السعودي لكرة القدم، فكرة دخول منتخب بلاده إلى الأراضي الفلسطينية، حيث أكد أن ثوابت السعودية فوق كل شيء والتي ترفض “التطبيع” مع الكيان الصهيوني المحتل للأراضي الفلسطينية.
واقترحت فلسطين على الجانب السعودي دخول الضفة الغربية للعب في ملعب “الحسيني” بالضفة الغربية وذلك بواسطة “هيلوكبتر” أردني يقل البعثة السعودية، أو نقل البعثة الخضراء عبر البر وهو ما يعرض إلى التعامل في الإجراءات الإدارية مع الكيان الصهيوني.
وقال جبريل الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني الثلاثاء الفائت، أنه لا يتفهم ألا تلعب السعودية مباراتها في مدينة غزة الفلسطينية على ملعب “فلسطين” الذي يتسع لعشرة آلاف متفرج، وحيث أن مدينة غزة يمكن الدخول إليها من معبر رفح عبر جمهورية مصر، وهو ما يضمن عدم تواجد الإسرائيليين على الحدود.
وفي نظرة جغرافية سريعة فإن اللعب في غزة يجبر البعثة الخضراء على استقلال طائرة خاصة تقلع من مطار الملك خالد بالرياض إلى مطار القاهرة الدولي –مدة الرحلة ساعتين و40 دقيقة-، ومن ثم ركوب حافلة باتجاه معبر رفح لمدة زمنية تقدر بثلاث ساعات ونصف، بينما يبعد الملعب عن المعبر 45 دقيقة براً.
وفي أواخر شهر مايو الفائت، جمع الفلسطينيون بقيادة أكثر من 120 صوتا لطرد إسرائيل من “فيفا” ضمن اجتماع الكونغرس الـ65 بمدينة زيوريخ السويسرية وقال الرجوب أمام الملأ: “أريد إنهاء محنة شعبنا، لقد هرمنا حتى نلعب مباراة دولية على أراضينا، نريد كرة القدم”. ولكن جوزيف بلاتر الرئيس المستقيل عن عرش “فيفا” شكّل لجنة مراقبة لإنهاء المعاناة الفلسطينية وهو ما قد يفسر إصرار فلسطين لعب مباراة السعودية على أراضيها.