تشجيع المنتخبات و الاندية واثارة الشغب

عبدالغني نعمانلعل ظاهرة تشجيع المنتخب أو ناد معين بغض النظر عمن يكون هي ربما ميزة جميلة معبرة عن الفرح والسرور بين الشباب فهم يفرحون ويعبرون عن فرحتهم بما يريدون ولكن في حدود الا يؤذوا أحداً أو يتسببوا في نشوب مشكلة أمنية أو إساءة للآخرين ولكن ما نريده اليوم هو هل أصبحت ظاهرة التشجيع لدى الشباب هي حباً لفريق معين أو للمنتخب الوطني أم أنها رغبة لدى الكثير منهم في الصياح واثارة الشغب
الكثير من الشباب يعمل ما يمكن ان يكون لغرض التسلية فقط بغض النظر عن فوز فريق معين أو غيره في سبيل اخراج انفعالاته ومواهبه أمام الآخرين.. مع كون الكثيرين لم يشاهدوا المباراة أصلاً وهذا هو الحال الحقيقي لكثير من شبابنا
هناك ولاء كبير من الكثير من شبابنا لفريق معين وإخراج هذا الحب والولاء لا يكون سوى بعد المباراة لإظهار الفرحة وذلك بالتشجيع الذي يستغلونه للتعبير فقط حتى يظهروا ما بداخلهم من فرحة الفوز التي تحدث لأغلب مشاهدي المباراة كباراً أو صغاراً ولكن المهم هو الطريقة المتبعة في التعبير عن هذه الفرحة و ما يحدث لدينا يحدث في جميع المجتمعات العربية والغربية بل ان ما يحدث لدينا هو أقل بكثير مما يحدث في الخارج
الكثيرين لا يعرفون عن المباراة سوى التشجيع لاستغلاله في إظهار الشغب والضجيج للآخرين وهذا هو الحاصل لدينا ولكن يبقى ويبرز هنا دور الجهات الأمنية في ضبط الموقف والحد من انتشارها
شبابنا لا يعرف كيف يكون التعبير عن الفرحة في داخل النفس وهنا يبرز دور الإعلام في هذا الأمر وتكمن المشكلة في طريقه التعبير وما يحدث في الشوارع إنما هو إظهار لهذه الفرحة الغامرة لدقائق معدودة أو لساعات معينة وبعد ذلك تعود المياه لمجاريها ولكن ما يحدث خلال هذه الساعات هو أمر غريب ومتخلف جداً يعرفه جميع من يتابع هذه الأعمال ولكننا نقلد فقط ما يحدث في الخارج وبعضنا اعتبرها هواية محببة إليه فتجده يشجع جميع الفرق والأندية ومتواجدا بشكل مستمر بعد كل مباراة لإظهار ميوله وفرحته وربما اعتبره أنا كبتا نفسيا لهذه الفئة من الشباب حيث يجد في هذه الممارسات سبيله الوحيد في إخراج ابتكاراته ومواهبه الفذة.
كل شخص لابد ان يعبر عما بداخله من رغبات وشعور وهذا شيء طبيعي فطر عليه الناس بمختلف طبقاتهم وفئاتهم ولكن المهم هي الطريقة التي يتم بها هذا التعبير فالتشجيع أمر طبيعي رغم معاناة العالم بأسره من هذه الظاهرة التي يجب الا تكبت ويجب إظهارها والتعبير عنها ولكن في حدود المعقول مع السيطرة الكاملة والمتابعة المباشرة للأشخاص أنفسهم ولكل شخص فريق معين ومنتخب بلاده يفرح بفوزه أو تقدمه أو انتصاره وهذا أمر ليس بمستغرب خصوصاً للأشخاص الذين لديهم انتماء وطني والرياضة بشكل عام ربما تفقد طابع الإثارة وما وضعت له إذا لم يكن هناك تشجيع وتعبير عن الرغبة والمحبة لهذه الرياضة.
أما الخوف فهو خروجها من حدها الطبيعي وما يحدث من إيذاء الآخرين والشغب والمضاربات وغيره كما ما نراه في انجلترا وغيرها ويبرز هنا دور الجهات الأمنية التي يجب عليها المتابعة المباشرة للأشخاص ومراقبتهم مراقبة دقيقة حتى إذا ما خرجوا عن الوضع الطبيعي يمكن السيطرة عليهم والحد من تصرفاتهم و مشاغباتهم.
أنه لا يجب علينا منعهم ولكن تعليمهم من خلال التعليم في المدارس والمجتمع والإعلام بالطريقة الصحيحة في التعبير السليم والمطلوب في المجتمعات المتحضرة ومشكلة التشجيع تكمن في التعصب الزائد وغير المطلوب.
أما الأسباب فقد تكون في نظري هي أسباب داخلية تنتج عن أشخاص لديهم عدوان داخلي نفسي أو نقص في الشخصية الداخلية أو كبت للتعبير عن الذات ناتج لدى الشخص من الصغر نتيجة المعاملة التي يلقاها من الوالدين ومنعه منذ الصغر عن التعبير عن رأيه الشخصي في جميع مجالات الحياة مما سبب وجود عوامل نفسية داخلية لدى الشخص ويحاول إبرازها من خلال عمل الشغب والتعصب والتعبير عن الذات وذلك من خلال مانراه في الشوارع والميادين والملاعب بعد المباريات من كلمات ونزوات وشغب وغيره فهذا الشخص يفتقر للمقومات النفسية الداخلية التي تعطيه احقية التعبير عن ذاته من خلال رأيه الشخصي.
سبيل العلاج:
أما سبل العلاج فصعبة ولكنها ممكنة ميدانياً من خلال المدرسة والمجتمع والرئاسة العامة لرعاية الشباب في القدرة على عمل رياضات مختلفة تتوفر لديها نفس الشعبية لكرة القدم في المملكة للتقليص من كثافة المشجعين لهذه اللعبة مع اعطاء الأحقية للألعاب الأخرى في حوزتها لمشجعين أو جماهير بنفس الكثافة.
البداية شرارة
كما للمجتمع دور كبير في ذلك من حيث تشجيعه للتعصب والتصرفات غير اللائقة والذي ربما كون قاعدة لمثل هذه الأعمال استطاعت من خلال المجتمع الذي أخذ يقلد هذه المجموعة وبالتالي انتشارها أما عملية الشغب اثناء المباريات فهو يبدأ كما تبدأ النار بشرارة حيث يقوم شخص واحد أو عدة أشخاص بعمل إيذاء دون وجود رادع لهم وبالتالي يقلد البقية وهنا يجب ان يكون دور الجهات الأمنية في القضاء على هذه الشرارة منذ بدايتها حتى يعتبر البقية ويمكن السيطرة علي الوضع دون خسائر أو شغب جماهيري.
دور المجال التربوي
كما أنني أركز هنا علي المجال التربوي المعد الذي يجب عليه الحد من مثل هذه الأعمال من خلال التربية بمختلف أنواعها لإنشاء جيل مثقف وواعٍ لمثل هذه الأفعال.
وللحد من هذه التصرفات يجب اعطاء الشخص حرية التعبير عن ذاته منذ الصغر من خلال الوالدين والمدرسة والمجتمع وانشاء أنشطة مختلفة يستطيع الشخص من خلالها التعبير عن ذاته ورغباته وطموحاته بالتركيز بالشكل المستمر على النظام وحدوده التي يجب الا يتعداها هذا الشخص وان النظام أساس كل شيء ومجرد تعليمه التعبير عن رأيه هذا حد كافٍ لمنعه من التعصب والشغب والتعبير بالطريقة السلمية والمتطورة دون حرمانه من التعبير الذاتي .
أما تعبير الأشخاص المشجعين لجميع الفرق فهذا حب للشغب وكبت نفسي داخلي كما ذكرت شكل عدواناً نفسياً داخلياً لدى الشخص من الأساس وليس حبه لرياضة معينة أو غيره ويجدون هذه المنافسات الرياضية هي المتنفس الوحيد للتعبير وإظهار عداءهم ونزواتهم الداخلية وعلى كل حال الرياضة جميلة بالإثارة ولكن في حدود.

8