دائماً في أي عملٍ في الحياة لا تقع المسؤولية العظمى عند الإخفاق إلا على قائد المنظومة، هو وحده مَن يجب أن يتحمّل كل شيءٍ، فكما ينال من المديح والإطراء عند النجاح، سيواجه النقد والغضب من قبل المنتمين لهذا العمل والمستفيدين منه بنفس الدرجة، ولربّما كان بدرجةٍ أعلى، لهذا كان من المهم أن يتوفر في شخصية كل قائدٍ ارتضى لنفسه أن يخوض غمار هذا المعترك بكل ظروفه وتبعاته أن يتحلّى بالصبر والحكمة إذا لم يحالفه التوفيق.
وعادة لا يكون الابتعاد حلاً، خصوصاً إذا سبق الإخفاق نجاح منقطع النظير؛ لذا فالباحثين عن النجاح تفرض عليهم شخصياتهم أن يبقوا في المشهد حتى لا يكون آخر انطباعٍ قبل مغادرة موقع المسؤولية سلبياً.
إن تفاصيل ما يحدث في نادي النصر اليوم مع رئيسه قريبةٌ من هذه المقدمة، إن لم تكن مشابهةً لها، فرئيس النصر قضى فترةً زمنيةً لا بأس بها في رئاسة النصر، بدأ مع النصر بسلسلة من الإخفاقات، وحينها ظهر مَن يطالبه بالرحيل، إلا أن الرجل شعر أن لديه ما يقدمه للنصر، وأن التركة ضخمةٌ، وتحتاج صبراً وحكمةً وتفكيراً، توقّف قليلاً وأعاد صياغة المشهد بشكلٍ مختلفٍ، بعد أن وفّر كل أدواته التي ستساعده على بلوغ هدفه ومراده، وفعلاً اختلف النصر، ليس الاختلاف في نوعية العمل فقط، بل كان مقروناً بالنتائج، فالنصر حقق في موسمين أهم بطولتين في كل العالم، وهما بطولة الدوري، ومعها كأس ولي العهد التي غابت 30 عاماً عن النصر.
اليوم ومع بداية الموسم الجديد كلّ الرياضيين والمشجعين كانوا ينتظرون النصر البطل، ولأنه البطل كانت العيون لا تراقب غيره، وهي تتساءل: تُرى كيف سيبدو شكل البطل هذا الموسم..؟ فمن الطبيعي أن تكون ردة الفعل قويةً إذا حضر البطل بشكلٍ باهتٍ، أو لم يقدم نفسه بالشكل المطلوب الذي يليق به كبطل.!! فمحبوه سيعلو صوتهم غضباً لأن فريقهم يهمهم، ومنافسوه سيضعونه تحت الضغط حتى يرفعوا من حالة التوتر ليفقد اتزانه ويبقى في دائرة الإخفاقات، في هذه اللعبة بالذات يجوز استخدام كل الأسلحة التي تضعف من المنافس وتفقده قوته، فكانت أول خطوةٍ لإضعاف النصر محاولة التأثير على رئيسه حتى يعلن استقالته ويبتعد، ومَن يفهم شخصية رئيس النصر لا يمكن أن يراهن على هذا الأمر كثيراً، فرئيس النصر ليس ممن يقبل أن يغادر المشهد وهو مهزومٌ؛ لهذا ظهر ووعد بتلافي الأخطاء، وعودة النصر من جديد إلى طريق الانتصارات، ولأنه أسس لعملٍ ناجحٍ مسبقاً، فمن الطبيعي أن يثق جمهور النصر في كل وعوده، أما مَن يركزون على أن النصر في طريقه للهاوية، وأنه لن يقدم شيئاً في هذا الموسم، فلا أظن أن مصلحة النصر تعني لهم شيئاً..!!
لقد حصل في النصر هذا الموسم أخطاء مؤثرة لا أحد ينكر ذلك، حتى رئيس النادي يعترف بذلك، لكنها أخطاءٌ يسهل تداركها، خصوصاً أن الدوري سيمر بمرحلة توقفٍ كبيرةٍ يمكن من خلالها فعل كل شيءٍ.
ففي كثير من الأحيان قد يؤثر الغضب على العمل، ويكون سبباً مباشراً في توالي الإخفاقات؛ لهذا على جمهور النصر أن يقف مع الفريق ويدعمه حتى يتجاوز المرحلة بنجاح.
دمتم بخير،،،