تخيل أنك تتخرج اليوم في جامعتك، وتحصل على وظيفة مرموقة في اليوم التالي بمرتب ١٠ آلاف ريال شهريا، ويتكفل عملك بقيمة أقساط سيارتك، وإيجار مسكنك، ومصاريف إعاشتك، وفوق ذلك يقدم لك هدية مهر زواجك ورحلة شهر العسل!
بعبارة أخرى ستدخر كامل مرتبك المجزي ولن تصرف منه ريالا واحدا، ورغم ذلك كم سيلزمك من السنوات لتدخر ما يكفي لامتلاك مسكنك الخاص؟!
طبعا هذا في الخيال، أما في الواقع فإن أحدا لن يضمن لك وظيفة مرموقة في اليوم التالي لتخرجك، ولا مرتبا مجزيا في الشهر الأول لعملك، وبالتأكيد لن يتكفل بأي من مصاريف إعاشتك أو أقساط سيارتك، أو يحقق لك حلم الزواج على نفقته، فالبحث عن الوظيفة المرموقة مهمتك، والراتب المجزي حلمك، والمصاريف عبئك، وبنت الحلال مشروع مؤجل ما لم يكن هناك والد يساعد أو إرث يساند!
بحسبة بسيطة في هذا التصور الخيالي، فإن امتلاك المسكن الخاص بأسعار عقارات اليوم قد يستغرق سنوات طويلة من الادخار الكامل، فكيف والشاب المدخر بالكاد يجمع فتات ما يتبقى من راتب يذهب معظمه في سداد أقساط ومصاريف حياته؟!
يبدو أن الحل أما إن تنجز وزارة الإسكان مشاريعها، أو تحفز الدولة دور القطاع المصرفي والقطاع الخاص في حلحلة الأزمة الإسكانية، أو أن يعيش الشاب السعودي عزوبيا بقية حياته، أو مستأجرا طوال حياته!.
jehat5@yahoo.com
عزوبي أو مستأجر!