الشيخ احمد الفهد: الرياضة تقود التقدم وتدفع عجلة التغيير في انحاء اسيا

OCA-looks-to-sport-to-spearhead-progress-and-drive_65634400017529استعرض سعادة الشيخ احمد الفهد الصباح رئيس المجلس الاولمبي الاسيوي ابرز المحطات في الرياضة الاسيوية التي تؤكد على التطور الهائل الذي شهدته الرياضة في الاعوام الاخيرة وعلى الدور الذي يقوم به المجلس في هذا التقدم، معتبرا ان الرياضة تشكل بداية التقدم وتقود عجلة التغيير في جميع انحاء القارة الاسيوية.
وقال سعادة الشيخ احمد الفهد الصباح في كلمة مهمة له:

مر أكثر من نصف قرن منذ أن أصبحت طوكيو أول مدينة آسيوية تستضيف دورة الالعاب الاولمبية، معلنة للعالم أن الرياضة كانت قوة تنمو من اجل الخير ليس فقط في المدينة المضيفة والبلد المضيف فقط وانما في جميع انحاء قارة اسيا الكبيرة والمتنوعة للغاية. ومنذ ذلك الوقت، كانت فترة من التغيير الهائل والسريع على الاصعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية التي شهدت العديد من الدول الآسيوية تزدهر وتفوز بإعجاب العالم الذي يراقبها.
وكما ظهرت آسيا كقوة في مجالات عديدة في اهتمامات الانسان، فان الرياضة قد لعبت دورا مهما في حياة شعوبها، فقد أطلقت الطموح الرياضي للرجال والسيدات، وساعدت في تماسك الدول التي شهدت تغييرات سريعة وأمنت المسرح العالمي للدول الاسيوية لاظهار امكاناتها في مشاركة العالم بتنظيم الاحداث الكبيرة واستضافتها بحفاوة.
وكانت قدرة آسيا على استضافة الأحداث العالمية واضحة في بكين الأسبوع الماضي خلال بطولة العالم لالعاب القوى، كما ان ثقة الحركة الرياضية بآسيا لاظهار امكاناتها ظهرت بقرار اللجنة الاولمبية الدولية باختيار بيونغ تشانغ وطوكيو وبكين لاستضافة ثلاث دورات اولمبية متتالية بعد العاب ريو 2016.
ومع استعداد المجلس الاولمبي الاسيوي لجمعيته العمومية في عشق اباد، تركمانستان، فانه من المهم اظهار ليس فقط الدور الذي تلعبه الرياضة في استمرار تطور اسيا، بل بالمساهمة التي تواصل الرياضة الاسيوية القيام بها على الصعيد العالمي.
وفي حين ان الدول الآسيوية غنية بتاريخها وتفخر بتراثها وثقافتها المتنوعة، فإنها قارة شابة وحيوية حيث ان 45 بالمئة من عدد سكانها الذي يصل الى اربعة مليارات ونصف مليار نسمة هو تحت سن الرابعة والعشرين. وعلاوة على ذلك، فإنها قارة بتطلعات عالمية ورغبة عميقة في المساهمة بتطوير العالم الأوسع. وقد ساهمت تلك العوامل بشكل كبير في التقدم الاقتصادي في جميع أنحاء القارة، وأعتقد ان هذه العوامل انعكست الى حد كبير في عمل وروح المجلس الاولمبي الاسيوي وساهمت بدرجة كبيرة في نجاحنا في مجالات كثيرة.
تأسس المجلس الاولمبي الاسيوي في عام 1982 بوجود 34 لجنة اولمبية وطنية، واليوم لدينا 45 لجنة اولمبية وطنية في جميع انحاء القارة، وسجل نشاطاتنا يشمل اكثر من 50 الف رياضي في كل دورة اولمبية تمتد لاربع سنوات، فضلا عن الملايين الذين يتابعون المنافسات من الملاعب او عبر شاشات التلفزيون.
وهناك العديد من من الدول سريعة النمو في جميع ارجاء اسيا من الدول الخليجية الى سنغافورة والصين والكثير ايضا بينها وخارجها التي تبنت الرياضة ومثلها العليا. لقد استثمرت هذه الدول بشكل كبير وخلاق لبناء البنية التحتية الرياضية والثقافية، ليس فقط من اجل الفوز بالميداليات في الدورات الكبرى، بل ايضا من اجل تقاسم فوائد قيم الرياضة والتركيز على انماط حياة صحية بين شبابها.
في المجلس الاولمبي الاسيوي، حاولنا دعم اللجان الاولمبية الوطنية في هذا الاطار والعمل بالتعاون مع لجنة التضامن الاولمبي ودايمر كرايسلر، وقد اقمنا 45 مشروعا اولمبيا منذ 2001 وقدمنا تمويلا الى اللجان الاولمبية الوطنية لبناء وتطوير مرافقها الرياضية.
ويمكن ان نرى بوضوح نمو أهمية الرياضة في حياة قارتنا عبر تطور الحدث الابرز لدينا، اي دورة الالعاب الاسيوية، التي اقيمت دورتها الاولى في دلهي بالهند عام 1951 بمشاركة رياضيين من 11 دولة فقط تنافسوا على 57 ميدالية في 8 العاب.
واذا قارنا ذلك بمشاركة 9500 رياضي من 45 دولة تنافسوا في 36 لعبة رياضة مختلفة في العام الماضي في انشيون، كوريا الجنوبية، يظهر لنا حجم التغيير بوضوح. فدورة الالعاب الاسويية تعتبر وعلى نطاق واسع اليوم أكبر حدث متعدد الرياضات من حيث عدد الرياضات، وثالث حدث رياضي يحظى بالمشاهدة في العالم بعد كأس العالم لكرة القدم ودورة الالعاب الاولمبية.
ولكن انجاز دورة الألعاب الآسيوية ليس الوحيد بهذا الحجم الكبير. فمع تنظيم الاحداث الرياضية في مختلف دول اسيا، فان المدن المضيفة للالعاب وضعت معايير جديدة للتميز بحيث ان البنية التحتية والمرافق والتنظيم هي على طراز عالمي وقد رفعت التحدي امام احداث اخرى تقام في أي مكان في العالم.
ان دورة الالعاب الاسيوية هي كالمجلس الاولمبي الاسيوي ايضا، ترتكز على الشمولية، عبر انواع كثيرة من انواع الرياضة التي تعكس اهتمام وثقافة كل منطقة في اسيا وليست ضمن البرنامج الاولمبي، منها السيباكتاكراو ، من جنوب شرق اسيا، والكبادي الشعبية جدا في الجنوب، والعاب الدفاع عن النفس كالووشو والكراتيه. فمن خلال تأمين قاعدة اقليمية لهذه الرياضات فاننا نساعد في زيادة شعبيتها وفتح ابواب جديدة لها.
ومن الجدير بالذكر أيضا أن سباعيات الرجبي، التي ستخطو خطواتها الاولى في اولمبياد ريو السنة المقبلة، كانت الدعامة الأساسية لدورة الألعاب الآسيوية منذ عام 1998 في بانكوك، وقد توفرت الارضية لدمج هذه اللعبة سريعا في دورات متعددة الرياضات.
ان موضوع الشمولية في الألعاب الرياضية الآسيوية يتجاوز دورات الألعاب الآسيوية ذاتها. ففي وقت سابق من هذا العام تنافست نحو 1000 رياضية من خمس دول في مجلس التعاون الخليجي في دورة العاب المرأة في مسقط، سلطنة عمان. وكانت هذه النسخة الرابعة للألعاب ومؤشرا واضحا آخر على أن اللجان الاولمبية الوطنية في اسيا على استعداد لتحدي الوضع الراهن واتخاذ خطوات مبتكرة لضمان أن الرياضة وفوائدها التي لا تحصى هي متاحة لاوسع شريحة من شعوبنا المتنوعة.
ان المجلس الاولمبي الاسيوي ملتزم بالعمل مع كل لجنة اولمبية وطنية في اسيا ومع الاسرة الاولمبية العالمية لزيادة قاعدة المشاركة في الرياضة من خلال توفير الفرص والتسهيلات والدعم التي تحتاجه لجذب المشاركين ومن ثم تعزيز مواهبهم لضمان استخراج كامل امكاناتهم.
ان مجموعة احداث المجلس الاولمبي الاسيوي، والتي تشمل ايضا دورة الالعاب الاسيوية الشتوية، دورة الالعاب الاسيوية الشاطئية، ودورة العاب الصالات وفنون الدفاع عن النفس، توفر اهتمامات جميع المناطق الجغرافية لتطوير المواهب وزيادة اعداد المشاركين، وهي نقطة انطلاق لتحقيق انجازات في المنافسات العالمية.
من خلال تبني الرياضات الاولمبية وغير الاولمبية، وتعزيز ثقافة الشمولية وتنظيم بعض من أكثر الاحداث الرياضية كفاءة وإبداعا في العالم، أعتقد أن آسيا والمجلس الاولمبي الاسيوي يلعبان دورا كاملا بوضع معايير عالية والترويج للقيم الاساسية للرياضة.
وبما انني استعد مع زملائي للجمعية العمومية للمجلس الاولمبي الاسيوي في عشق أباد بعد 11 يوما، فمن الواضح أن هذا النهج يفتح فرصا لدول جديدة للانضمام ولعب دور حيوي في الاسرة الاولمبية وايضا في الأسرة الرياضية العالمية على نطاق أوسع.
ان عشق أباد ستستضيف دورة العاب الصالات وفنون الدفاع عن النفس عام 2017، مع الترحيب بأفضل المنافسين من اكبر قارات العالم فضلا عن 17 دولة من قارة اوقيانيا سيشاركون فيها ايضا. لقد شهدنا على اهتمام وسط اسيا بالرياضة في الاعوام الماضية، وكان الملف القوي لالماتي لاستضافة الالعاب الاولمبية الشتوية عام 2022 مؤشرا على تطور الحركة الرياضة في هذه المنطقة.
انه دليل على أن الرياضة يمكن أن تشكل بداية التقدم وقيادة التغيير وذلك من خلال ضمان أن الرياضة تبقى جزءا أساسيا من حياتنا في قارتنا في وقت يؤكد فيه المجلس الاولمبي الاسيوي القيام بدوره الفاعل وكعضو ملتزم بالاسرة الرياضية العالمية.

8