• من حق أسطورة كرة القدم السعودية الكابتن ماجد أحمد عبدالله، أن تتواصل ديمومة وهج شهرته، والتغني بأصالة نجوميته، حيث إن بقاء سيرته الرياضية تفرض ريادتها وتفردها في التربع على هامة أمجاد كرة القدم السعودية وتاريخها الذهبي برغم مرور قرابة العشرين عاما على اعتزاله.
** إن ما كفل لهذا النجم الاستثنائي ديمومة الإجماع على حبه والاعتزاز به، لم يقتصر على ما حباه الله به من فنون ومهارات الموهبة الكروية الأصيلة والمتجذرة، ولا على إتقانه وتفوقه في استثمار هذه المقومات المهارية، وترجمتها ميدانيا إلى إنجازات خالدة ومشرفة، بل أيضا بما زاده وزانه الله من نعمة الأخلاق، فكانت بمثابة مفتاح القبول لتعامله وصمام الأمان لعمله.
** وإلا كم هم نجوم كرة القدم الموهوبون «كرويا» هناك أو هنا، وكم من بينهم من أسروا بمواهبهم ومهاراتهم «الكروية» ألباب الكثير من الجماهير، وسرعان ما أصيب هذا الإعجاب بخيبة الأمل، جراء ما يصيب سلوك هذا البعض من النجوم من تجاوزات لا تلبث أن تعصف بجمال كل ذلك الإبهار المهاري ويصيبه بـ «النشاز»، ومن ثم يصيبهم بالذبول مبكرا ،«فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا»!!.
** ولذلك ظل معين الأخلاق الزاخر بحميد السجايا لدى الكابتن ماجد عبدالله، يُحصن ويُعزز إبهار فنونه ومهاراته الكروية، ويقدمه «لعامة الجماهير» كنجم توافقي، لا يختلف عليه اثنان من كل المنصفين مهما تباينت ميولهم.
** وعلى خلاف ما يفعله الكثيرون من هذا النموذج الاستثنائي من النجوم وفي مختلف المجالات، من حيث استثمارهم لشهرتهم بعد الترجّل بالاتجاه لجلب المزيد من «الثراء الدنيوي»، عن طريق الدعاية والإعلانات والبرامج «الاستهلاكية»، حرص الأسطورة ماجد عبدالله، على استثمار شهرته في خدمة ما هو أسمى وأبقى.
** وها هو اليوم يواصل توجّهه الخيّر وتفاعله الإنساني الدؤوب مع فريق انتقي بعناية في سبيل الانتهاء من إنشاء «جمعية لاعبي كرة القدم الخيرية»، ولا شك بأن هذه الجمعية وفق آليتها وأهدافها الخيرية، مطلب ضروري وملح، سيكون من شأنه تعويض شريحة من لاعبينا عن ذلك المشروع الخيري الموسوم بـ «صندوق اللاعب» الذي لم ير النور منذ أن أطلق فكرته أمير الإنسانية والشباب فيصل بن فهد يرحمه الله حتى الآن.
** فشكرا للأسطورة ماجد ولكل من يعينه بعد الله في إنجاز هذه الجمعية الرياضية الخيرية، ويجنبها شبح التعثر، وإن عجزت هذه المساحة أن تفي الأسطورة ماجد بعض حقه، ففي مساحة لاحقة سأحاول الوفاء ولو ببعض هذا البعض والله من وراء القصد.
تأمل:
التوفيق غيث رباني يُستمطر بالصلاة والدعاء وهمم الخير.
ماجد عبدالله والمشروع الخيري