يحاول الكثير انتقاد الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بشكل مبالغ فيه لتطبيقه القانون تجاه أنديتنا وإصدار عقوبات على وقائع مثبته الأمر الذي شكل هاجسا لدى الجماهير بأن رياضتنا مستهدفه.. فمن المهم أن نفرق بين ما يدور داخل الملعب من أخطاء تحكيمية ومخاشنات وخارجه من مخالفات وإخلال بالأنظمة.. وجميع أنديتنا تقريبا تعرضت لعقوبات إنضباطية مختلفة من حرمان وغرامات وإيقافات وبدل من البحث عن الخلل وعلاجه لم نجد غير الهجوم خصوصا عندما نقحم إيران في الموضوع وأن أنديتها لا تشملها في الغالب مثل هذه العقوبات.. نعم أنديتنا قد تتعرض هناك للمضايقات وتعامل بعنصرية وترفع الشعارات المعادية وهذا الأمر الذي نرفضه بشده لا يبرر أخطائنا فالكثير من العقوبات التي تطبق علينا لا تكن الأندية الإيرانية طرفا فيها.
إيران كمنظومة رياضية نظمت دورة الألعاب الآسيوية وكأس أمم آسيا لكرة القدم مرتين وحققته ثلاث مرات.. بطلت آسيا لكرة القدم داخل الصالات 2010 وبطلت أمم آسيا لكرة السلة 2011 و 2013 وبطلت أمم آسيا لكرة الطائرة 2011 و 2013 ومتفوقة في الألعاب الفردية.. فإيران قد نتساوى معها في الإمكانيات ومقومات النجاح والمواهب ولكن بالتأكيد نختلف في الفكر والطموح والتخطيط والعمل.. حيث حصلت إيران في دورة الألعاب الآسيوية الأخيرة على 57 ميدالية متنوعة خلال ألعاب أنشون 2014 بكوريا الجنوبية وهي حصيلة أكثر من حصاد رياضتنا على مر تاريخ الألعاب الآسيوية الذي جاء بـ 55 ميدالية متنوعة على مدى عشر دورات خلال 35 عاما.
لذلك علينا أن نفرق بين إيران كمنظومة رياضية وبين الممارسات الفردية التي تتعامل بها مع أنديتنا على أراضيها.. فنحن لا نفرض على الشعب الإيراني صداقتنا لا نتودد لهم لسلامة بعثاتنا الرياضية ولكننا نطالب بتحرك وتكتل يصعد الأمور بموقف حضاري خصوصا أنه لا توجد بوادر لمسئولي كرة القدم في إيران تبين حسن النوايا.
الخلاصة أن رياضتنا بالتأكيد غير مستهدفة آسيويا ولكنها تعاني من الداخل.. وتفتقد التعامل الجيد مع القوانين والأنظمة واللوائح بثقافة وفكر الأمر الذي بسببه توقع العقوبات.. وعلينا أن نتقبلها ونستفيد منها كخطوة تصحيح وأن لا نظلل الشارع الرياضي والاعتراف بواقعنا ومستوى تعاطيه مع الأحداث الآسيوية التي دائما ما تكون تحت المجهر بلا تحيز أو ميل وعليها مراقبين وهناك تصوير وتوثيق على جميع الأندية الآسيوية بلا تقصد أو محاباة.. وأخيرا ما يمارس في إيران ومن إعلامها الرياضي من هجوم وضغط ضد أنديتنا هو نفسه ما يمارس هنا ولكن الفرق أننا هنا نمارسه ضد بعضنا فمن بطولة الأقوياء والشرفاء إلي المؤامرة الآسيوية هكذا حسب الظروف.
طارق الفريح
تويتر TariqAlFraih@