بدون شك أن غالبية الجماهير الرياضية ممن تعاطف مع فريق لخويا القطري في وقت سابق وفرحت لتفوقه لم يكن حبا فيه أو لأنه فريقها المفضل ولكن معاداة لفريق النصر.. هذا المشهد نراه يتكرر الآن فمعظم الجماهير التي شنت هجوما قويا على لخويا تتمنى له اليوم أن يكون في أفضل حالاته وجاهزيته على أمل خروج فريق الهلال من دوري أبطال آسيا.. هذه الحقيقة وهذه الأدوار المتبادلة لا نستطيع تجاهلها أو إنكارها أو حتى السيطرة عليها ولكن يمكننا التدخل بضبطها وتعديلها.. فهي خصوصيات وعلاقات رياضية أتمنى عدم إقحامها في مصطلحات ذات ثوابت لا نقبل المساومة عليها أو استغلالها مثل الوطنية والدين وعدم الأهلية.. ومسئولي فريق لخويا يعرفون أن جماهيرهم الحقيقية هناك في قطر وأنا ما يدور هنا هو تبادل أدوار غير حضاري ومشكلة في ثقافتنا الرياضية.
هذه الأمور التي لا نقرها ولا ندعي المثالية برفضها هي واقع مزعج تعودنا عليه وليست اتهاما طالما هناك شبه اتفاق جماهيري على تبادلها.. ولكن عندما نحكم العقل والمنطق فإنها مع الوقت قد تزداد تعقيدا لدرجة الحقد والكراهية نتيجة لترسبات سنوات الفوضى والتخبط وسيطرة صناع التعصب الرياضي والتصريحات المعادية والمزعزعة والتعاطي المعيب والانحياز الإعلامي الذي مارس التشكيك والتظليل والتقليل وسبب التوتر والاحتقان والشحن النفسي.. مما أثر بدرجة كبيرة على علاقات وفكر وثقافة شبابنا بحكم العاطفة والميول وساهم في تأزم الوضع خصوصاً وأن الأصوات العاقلة والمتزنة بعيدة ومهمشة لا تستطيع فهم الشباب أو الوصول إليهم.
هنا دعوني أوجه دعوة لتكون ثمرة تتبناها الجماهير بمختلف ميولها تقود فيها مجتمعنا الرياضي وتأخذ دور المبادرة بدلا من المهاترة بفكر راقي ووعي حضاري لتعديل سلوكياتنا بنظره مستقبلية ودون أن نرجع وننبش في الماضي لنخرج من هذا النفق المظلم ونكون عند الموعد.. ونقف اليوم جميعا مع نادي الهلال ممثل الوطن في دور ربع النهائي من دوري أبطال آسيا فهذا في حد ذاته نجاح لتعايشنا كجماهير وانتصار لإرادتنا ومصداقية لرسالتنا وردا على صناع التعصب ودعم لرياضتنا وسمعتها وخطوة إيجابية ستحتاجها جميع أنديتنا مستقبلا.
فالهلال رغم العقوبة الصادرة بحق الجماهير إلا أنه فريق لدية ثقافة الفوز ويملك شخصية البطل وقادر على تجاوز هذه المرحلة.. فإذا شعرت الجماهير بأن نجاح الهلال اليوم أو أي فريق سعودي مستقبلا هو نجاح للوطن ولنا جميعا سوف تتغير الكثير من الأفكار وتأخذ منحى إيجابي في الوسط الرياضي لأنه أصبح يتعاطى مع جماهير واعية تدرك وتؤمن بدورها.
طارق الفريح
تويتر TariqAlFraih@