بعد جولةٍ بسيطةٍ على بعض المواقع الرياضية، وبعض وسائل التواصل الاجتماعي، تشعر أن جماهير الكرة السعودية وكعادتها في كل موسم تنتظر بداية الموسم بفارغ الصبر، فهناك مَن ينتظر أن يكون لفريقه كلمة في هذا الموسم، ويقدم نفسه كفريقٍ بطلٍ منذ البداية، خصوصاً بعض الأندية الكبيرة التي لم تكن حاضرةً في الموسم المنصرم بالشكل المطلوب على كافة المستويات؛ لأن النتائج كانت ضعيفة، والمستوى الفني لم يكن مقنعاً، ناهيك عن بعض التخبّطات الإدارية التي ساهمت بشكلٍ أو بآخر في تدني وضع الفريق.
فهذا الموسم الذي انطلق للتوِّ بمباراة السوبر ترك انطباعاً عاماً لدى الجمهور الرياضي في السعودية بشكلٍ عامٍّ، بأنه موسمٌ قويٌّ منذ البداية، كيف لا..!؟ وقد كانت البداية بلقاءٍ كبيرٍ بين قطبي العاصمة النصر والهلال، فالبداية القوية تعطي انطباعاً بقوة المنافسة في بطولة الدوري على وجه الخصوص وبقية البطولات الأخرى، فالجماهير تنظر لحظوظ أنديتها بناءً على معطياتٍ معينةٍ، يتقدمها قوة الإعداد، والتجهيز لموسمٍ طويلٍ مليءٍ بالمفاجآت، فالأندية التي تحظى بمتابعةٍ جماهيريةٍ كبيرةٍ تنتظر جماهيرها ركلة البداية حتى تشاهد فرقها، ونتائج تلك المعسكرات الطويلة على أرض الواقع.
فالصخب الجماهيري اليوم أصبح مختلفاً عن المواسم السابقة لعوامل مختلفة، أهمها أن أطراف التنافس على حصد البطولات ولأول مرة منذ سنواتٍ طويلةٍ زاد عددهم، فاليوم لا يمكن أن نحصر المنافسة بين ناديين فقط، كما كان يحدث في السنوات العشر الماضية، اليوم اتسعت رقعت المنافسة، فالأندية الجماهيرية الكبيرة في الدوري السعودي أصبحت جاهزةً من كل النواحي، ولدى كل فريقٍ مقومات البطل، وفق استعدادٍ عالي المستوى، فالاتحاد هذا الموسم لن يكون هو نفسه اتحاد الموسم الماضي، والتغييرات التي طالت الفريق ستجعل منه ندّاً قوياً، وسيكون منافساً شرساً على كل البطولات، وكذلك الأهلي الذي قدّم الموسم الماضي موسماً قوياً، ولديه عناصر مميزة على المستوى المحلي والأجنبي، بجانب ثبات الفريق على الجهاز الفني الذي يُشرف على الفريق، والذي سيعطي الفريق مزيداً من الاستقرار والتجانس.
أما الهلال الذي بدأ الموسم ببطولة، فقد أعدّ العدّة بشكلٍ مختلفٍ؛ لأنه يحمل أحلام جمهوره في تحقيق بطولة آسيا التي طال أمدها، وأصبحت عقدةً للفريق مع الاهتمام ببطولة الدوري؛ لذلك كان إعداد الفريق يخضع لمجموعة أولوياتٍ تحتاج فكراً وقوةً في الإعداد، ولعلّ البداية في كأس السوبّر تعطي انطباعاً وهو أن الهلال سيكون هذا الموسم في أفضل حالاته، أما بطل الدوري لموسمين متتاليين النصر، فيبدو هو الأقل حظوظاً، ولو بنسبةٍ بسيطةٍ عن البقية السابقين؛ لأن فترة إعداده لم تكن بالشكل المطلوب، وخططه لموسمٍ طويلٍ لم تكن في الإطار المأمول، لكن هذا لا يلغي أن الفريق قادرٌ على المنافسة لما يملك من عناصر محلية قوية تصنع الفارق في ظلّ الاستقرار الفني والإداري للفريق.
لهذا أنا على ثقةٍ أن الجمهور السعودي موعودٌ هذا الموسم بمنافسةٍ كبيرةٍ وقويةٍ، يتحكم في أطرافها الأربعة الكبار في الدوري السعودي النصر- والهلال- والاتحاد- والأهلي… فانتظروا المتعة.
دمتم بخير،،،