مما لا شك فيه أن الجميع يقف ويدعم الحكم الوطني ويتمنى له التوفيق فنجاحه على المستوى المحلي والخارجي هو جزء من النجاحات التي تسجل لرياضتنا.. لذلك فإن الثقة التي تمنح له لا بد أن ترتبط بمجموعة من العوامل التي تساعده على تألقه في إدارة المباريات والخروج بها إلي بر الأمان.
من هنا نرفض جميع حملات التشكيك في أمانة حكامنا أو التقليل منه وحتى التهكم والسخرية ومدى تأثره بالميول أو العاطفة في عمله.. ولكننا في نفس الوقت نتقبل النقاش والطرح حول عدم الثقة في إمكانياتهم وقوة شخصيتهم وشجاعته في اتخاذ القرارات ومدى تأثره بالحملات ونوعية الضغوط التي تمارس عليه وظهوره بمستوى متواضع أو مهزوز.. والمهم هو البحث حول طرق تطويره وحضوره الجيد وأداءه بالمفهوم الأكاديمي المتخصص المقدم بشكل منهجي.. وأن لا يتوقف الحكم عليه باجتيازه اختبارات خاصة بالتحكيم واللياقة.
حقيقة أن التحكيم على مستوى العالم في أزمة والشواهد كثيرة على مستوى مسابقات وبطولات عالمية.. لذلك علينا تقبل الأخطاء التحكيمية كجزء من اللعبة.. حيث أن كثرة التصاريح ضده والحملات التي تمارس عليه تأتي جميعها نتيجة للميول والتعصب والاحتقان والانفلات وردة الفعل وهي السبب الرئيسي خلف استمرار ضعف مستوى التحكيم لدينا.. فهناك أمور كثيرة تقف ضده وحقوق أكثر تسلب منه فالطموح مفقود ومقتول وبالتالي سوف تبقى إمكانياته محدودة.
من حق الجميع التذمر من التحكيم خصوصا في الأخطاء المتكررة أو المؤثرة ولكن في نفس الوقت علينا البحث عن الكثير من الأسباب التي يفرضها الشارع الرياضي والضغوطات والحملات التي تمارس فيه.. لذلك فإن الحكم الأجنبي أحد الحلول ليس لكفاءته أو لتميزه وإنما لأنه بعيدا جدا عن الضغوط وقراراته دائما تلقى قبول.. رغم ذلك هناك من يتحدث دون رادع وفي ظل غياب الرقيب عن آلية اختيار الحكم الأجنبي وطريقة استقباله و”الشنطة” التي سوف يطير فيها.
أحد أكبر المشاكل هي لجنة الحكام وطريقة العمل فيها والكفاءات والقيادات التي تشرف عليها فالعمل أشبه بالارتجال وقد يميل إلي الفردية والاجتهاد.. لذلك فالتحكيم لدينا سيبقى مشكله أزليه والحكم الأجنبي سيبقى أحد المسكنات لهذه المشكلة.. أم أحد أهم الحلول هو أن بكون الحكم الوطني محترف ومتفرغ له عائد مادي جيد ويتمتع بدعم وبحصانة وحماية وتتابع جميع حقوقه ويكون هو الرجل الأول في الملعب والاختلاف معه أو التصريح ضده والانزعاج منه أمر يتعلق بأدائه وليس بشخصه.
علينا أن نعرف أن التحكيم أحد أكثر الواجهات التي شرفتنا خارجيا.. وأن قدرات وإمكانيات حكامنا محل ثقة وتقدير وهو دائما عند الموعد وقادر على إدارة أصعب المواجهات.. ونتذكر مونديال المكسيك 1986 وحكمنا فلاج الشنار.. وحكمنا عبدالرحمن الزيد بمونديال فرنسا 1998 وتواجد في النهائي كحكم رابع.. وعلي الطريفي بمونديال 2002 بكوريا واليابان.. ومن بعدهم خليل جلال في مونديال جنوب أفريقيا 2010.. لذلك فالثقة والإشادة لحكامنا تأتي من الخارج.
لماذا الحكم الأجنبي ؟؟