• اختتمت قبل البارحة الانتخابات الرئاسية للاتحاد الدولي لكرة القدم بفوز كاسح للعجوز بلاتر وهو على مشارف الثمانين من عمره، وولاية خامسة له لقيادة هذه المنظمة التي يكثر اللغط حولها مرارا وتكرارا.
• ويسأل سائل لماذا كل هذا الزخم على المنظمة الدولية التي تعنى بشؤون كرة القدم في كل ارجاء المعمورة. والإجابة «تفصيليا» قد تتطلب بحثا قد يؤدي للحصول على درجة علمية، ولكن باختصار قوة هذه المنظمة في الرعايات التجارية والقرارات المفصلية التي تؤدي الى رفعة شأن دول، وهما السببان الرئيسيان.
• ونبدأ بالجانب التجاري، فقيمة 4 رعايات تجاوزت 6 مليارات ريال العام الماضى قبل أن كانت لا تتجاوز المليارين مطلع الألفية. إضافة الى أن النقل التلفزيوني لبطولة كأس العالم وحيدا قصة جديرة بفرد مقال عنها، فهو يشكل النصيب الأكبر من دخل الاتحاد الدولي.
• وللتوضيح رقميا فكأس العالم الذي أقيم في البرازيل در ما يقارب 15 مليار ريال سعودي جل هذا الرقم من النقل التلفزيوني وتأتي بعده الرعايات التجارية. وهو بالمناسبة أكثر بما يقارب 70% من دخل كأس العالم الذي أقيم بجنوب أفريقيا.
• وتستمر الأرقام الفلكية في ازدياد كونها أحد أهم الرياضات المتابعة عالميا، وبحسب إحدى الدراسات قارب عدد مشاهدي كأس العالم 4 مليارات مشاهد، شاهد كل منهم ما لايقل عن دقيقة، ومتوسط يلامس 200 مليون مشاهد لكل مباراة.
• سياسيا واقتصاديا، هذه المنظمة وبقراراتها تساهم وبقوة «بطريقة غير مباشرة» ولكن حاسمة ومؤثرة في بعضها وحتى وإن اختلف البعض في المردود الاقتصادي للدولة الفائزة بالترشيح. فإسناد كأس العالم «قضية» برمتها، فدولة كالبرازيل وإن اختلفت الآراء من فائدتها الاقتصادية جراء الاستضافة ولكن ربحية البطولة وصلت سقفا لم تصل إليه قبل ذلك وبالتأكيد هنالك مستفيد!
• والفساد الذي يهز أركان هذه المنظمة ليس وليد اللحظة، فعند غياب السلطة الرقابية في أي منظمة ستصل الأمور لما وصلت إليه، فالفيفا لا رقيب ولا حسيب لها كالمنظمات المالية على سبيل المثال.
• بلاتر باختصار رجل محنك كسب المعركة أمام أمريكا وبريطانيا بأصوات آسيا وأفريقيا، والانتخابات محسومة مبكرا.
ما قل ودل:
اللهم احفظ وطننا
عن ” عكاظ “