الهلال والبكائيات التحكيمية

محمد المسماركان الإعلام الهلالي يتندر كثيراً من غضب الأندية الأخرى من التحكيم ، ذلك التحكيم الذي كان يصب في مصلحة الهلال وحده دائماً . هذا ما جعل الهلاليين يضحكون من كل أحاديث المؤمرات التحكيمية ويعتبرونها مجرد أمراض نفسية وحيلة للعاجز يمررها على الجمهور المغرر به.

ولكن الحال تغير منذ سنوات فأصبحوا يصنعون من كل هزيمة مؤامرة تحكيمية ! وهم بذلك يزرعون في العقول الفارغة أن الهلال لا يُهزم إلا بمؤامرة ! هكذا يسير الإعلام الهلالي ويقنع جماهيره بذلك رغم أنه كان يسخر ممن يسير على هذا الطريق ، ولا أدري كيف يصدق الجمهور ذلك وهو يرى الفقر الفني والمادي والتعاقدي والإداري في الهلال !

آسيا التي استعصت على الهلال جعلها الهلاليون مسرحاً للبكائيات لا ينقصه إلا اللطم والعويل ، هذا يحدث منذ عشرين عاماً وليس فيهم رجل رشيد يقول لهم : أن المشكلة فيهم وفي طريقتهم . فالبلوي مثلاً فاز بآسيا رغم تصريحات الأمير سلطان بن فهد أن آسيا ضده وضد اتحاده ثم كررها البلوي مرة أخرى غير آبه بكل تلك الأحاديث والتصريحات حول التحكيم الآسيوي.

المضحك في الأمر أن الهلال زاد شراً فوق شر في مسألة التحكيم ، حيث أنه لا يعجبه الحكم المحلي ولا الأجنبي ولا الآسيوي ! من أين يأتون لكم بحكام إذاً ؟ ولعل الجواب عند المدلج الذي غرد مؤخراً بتغريدة جديدة ومضحكة بعد تغريدة المراهنات يطلب فيها استبدال الحكام البشر بحكام تقنيين “روبوتس” !! والحقيقة أن لو لبى العالم كله عويل وصراخ الهلاليين وأحضر لهم التقنية لأوجدوا فيها عيوباً . إنني أخجل من ردود أفعال الهلاليين في كل مرة كنادٍ سعودي فهو في النهاية ينتمي إلينا وننتمي له شئنا أم أبينا ، وأتمنى التفتيش عن الخلل الدائم لعشرين عاماً بدلاً من البكائيات التي مللناها وتعودناها. هذا الطريق الذي سار عليه الهلال جعل المحلية أيضاً “صعبة قوية” ولكنهم يسيرون معصوبي الأعين والأبصار وفق منظومة الأعذار التي لا تسمن بطولات ولا تغني كؤوساً.

فإن كانوا قد علقوا الهزيمة على ناشيمورا في موقعة الأياب الانتحاري مع سيدني فماذا عن هزيمة كأس ولي العهد أمام النصر وأمام الأهلي ودوري الموسم الماضي ومباراتي النصر ذهاباً وإياباً مع مباراة بيروزي الإيراني . يجب أن يعترف الهلاليون بأن هؤلاء جميعهم قد قهروهم بالعمل الجاد والجاد فقط . وأن يتتبعوا خطوات النجاح التي منحتهم هذا التفوق الواضح على الهلال بدلاً من تكرار صراخهم الذي أصبح مفضوحاً وغير مُصدّق.

أضف إلى ذلك التراجع السيء جداً في مزاج اللاعب الهلالي ، فقد أصبحت تصرفاتهم خارجةً عن المألوف بسبب ما أقنعهم به إعلامهم . ولا ألومهم فهم في النهاية في سن يسمح للإعلام بإقناعهم على عكس الواقع ، ولذلك صار الطرد سمة ملازمة للاعبي الهلال في كل مباراة يخوضها الهلال وهذا مضر بفريق ينافس أبطال القارة على زعامتها.

17