ما إن عاد فريق الأهلي هذا الموسم إلى تألقه ومكانته المعروفة كأحد أضلاع الأربعة الكبار في الكرة السعودية, حتى ظهرت أصوات تشكك وتحاول سلب جهود إدارته وشرفييه ولاعبيه وجماهيره الذين رسموا هذه العودة القوية والمفرحة لمحبي الكرة السعودية، فعودة الأهلي إلى مكانته هي مكسب للكرة السعودية، التي شهدت في فترات سابقة تفوقاً كبيراً على كافة المستويات حينما كان الأهلي في توهجه وعصره الذهبي.
تلك الأصوات بلا شك كانت مستفيدة من ابتعاد الأهلي وغيابه عن المشهد التنافسي على البطولات ومقارعة بقية الفرق, ولكن ما تسبب في استياء الكثير من المتابعين, وخاصة محبي الأهلي, هو محاولة التشكيك والإساءة لرجالات ورموز النادي, وربط عودة الفريق بأخطاء تحكيمية كان قد ذاق منها الأهلي الويلات لسنين طويلة، وحُرم بسببها من بطولات لا تزال أحداثها المؤسفة عالقة في ذاكرة الرياضيين.
ولكن مايجب التنويه إليه هنا, هو أن ما تعرض له الأهلي هذا الموسم هو صورة كربونية لما تعرض له النادي في السنوات الماضية، ولكن ما اختلف وحاول الكثير من المنتفعين تظليله هو أن الأهلي هذا الموسم قهر كل الأخطاء التحكيمية وتغلب عليها قبل أن يتغلب على خصومه. فما تعرض له الأهلي هذا الموسم من أخطاء تحكيمة فادحة كادت أن تكلفه الخروج من بطولة الكأس، وفقدان ست نقاط في بطولة الدوري قد تبعده عن الصدارة والمنافسة على لقب البطولة. وهنا سنسرد بعض من هذه الأخطاء المؤثرة التي تعرض لها الفريق هذا الموسم:
1- إلغاء هدف فيكتور أمام هجر والنتيجة 0-0 عند الدقيقة 25 من الشوط الأول (شاهد)
2- إلغاء هدف فيكتور أمام الرائد والنتيجة 0-0 عند الدقيقة 32 من الشوط الأول (شاهد)
3- إلغاء هدف فيكتور أمام الشباب والنتيجة 0-0 عند الدقيقة 21 من الشوط الثاني (شاهد)
هذه الأخطاء الفادحة استطاع الأهلي التغلب عليها ليظهر بثوب مختلف عن السنوات الماضية، والتي كان فيها الأهلي مستسلماً أمام الأخطاء التحكيمية التي قتلت الفريق وأحبطت لاعبيه وإدارته، ولكن الإصرار والروح والقتالية التي ظهر عليها الفريق هذا الموسم أسهمت في تجاوزه كل الظروف والعقبات، لتمنحه بجدارة صدارة بطولة الدوري ووصوله لدور متقدم في بطولة الكأس، وهو بلاشك عطفاً على مسيرته الحالية، يبقى مرشحاً ومؤهلاً لتحقيق هاتين البطولتين إذا ما استمر على ذات المستويات المتميزة التي يقدمها بقيادة رمزه والشخصية المحنكة التي خططت وعملت لهذا الظهور المذهل.
ولكن ماهو مؤسف لكل الرياضيين أن يتم الإساءة إلى هذه الشخصية التي قدمت الكثير للكرة السعودية عبر النادي الأهلي منذ 30 عاماً، وذلك من خلال بعض التلميحات في الأعمدة الصحفية وربط تواجده في النادي بالأخطاء التحكيمية التي حدثت للفرق أمام الأهلي، وكأنه لم يكن متواجداً في السنوات الماضية التي شهدت غياب الفريق عن حصد البطولات الكبيرة وتذبذب مستوياته، بل وكأنه لم يكن على رأس رجالات الأهلي حينما سلبت من النادي بطولات بأخطاء تحكيمية قاتلة.
ويبقى القول أخيراً ، أن على الأهلاويين ألا يغتروا بالانتصارات المتوالية والمستويات الفنية المذهلة ، وأن يعلموا بأن مازال هناك مشوار طويل حتى نهاية الموسم ، وحتى يواصل الفريق عروضه المتميزة فإن على جميع الأهلاويين مواصلة مساندتهم للفريق حتى يجني ثمار العمل الذي قدمه منذ بداية الموسم.