*رفعت الأقلام و جفت الصحف ،، و ما زال بعضهم يتسائل : كيف صار هذا ؟؟ و لم حدث ذاك ؟؟
*عجبي لم هذه التساؤلات و قد حسم اللقب و سيدونه التاريخ بمداد من ذهب ؟؟ في الحقيقة لا اعلم ،، و كإني بهذه التساؤلات تذكرني بأحداث مضت ،، فما اشبه اليوم بالبارحة !!
*خطب الفارس ود الألقاب فأتاه القبول ، و ها قد جاءته تختال و ضفائرها تتدلى بالشرائط الصفراء و الزرقاء ، و قد التف حول جيدها شاله الأصفر و كأنه قلادة من ذهب ،، نعم لقد اكتملت الأفراح و تزامنت معها أتراح تدور فيها التكهنات : من أهداه تلك المباراة ؟؟ و لم أهداه إياها ؟؟ ألم أقل لكم ما اشبه اليوم بالبارحة !!
*لن يحتار إتحاد القدم أين سيكون التتويج أو من يتوج البطل ،، فقد تحدد موقع النسخة الأصلية من الكأس و أعدوا العدة للإحتفال في الرياض ،، و ما زال هناك علامات استفهام تدور في تلك الأذهان : أي صافرة حسمت اللقب ؟؟ و لم ؟؟ نعم ما اشبه اليوم بالبارحة !!
*ما فتئ الألمان يرددون منذ خمسون عاماً أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى في نهائي كأس العالم 1966 أمام إنجلترا ،، مع أن أقلام التاريخ قد دونت اللقب بإسم الإنجليز و إعتلت النجمة صدور قمصان منتخب الأسود الثلاثة !!
*و في نهائي 1990 لم يذهب التاريخ ليسأل محللاً تحكيمياً عن صحة جزائية ألمانيا أمام الأرجنتين ،، بل دون اللقب للمانشافت و عاد الحانقون بغيضهم ..
*و التاريخ ذاته لم يبحث مع الفرنسيين عن المسببات التي دعت قائدهم زيدان إلى تلك ” النطحة الشهيرة ” بل سيذكر بأن لقب 2006 ذهب لمن رفع كأسه !!
*نعم هو التاريخ يمضي و لا يلتفت لكم كما لم يلتفت قبلكم لمن صاروا لكم أصدقاء اليوم عندما رددوا بالأمس : لسه باقي جولة ،، و قد طارت طيور النصر بأرزاقها !! فعلاً ما اشبه اليوم بالبارحة و لافرق ..
*بل المفارقة الوحيدة هي أن نائحة الأمس غدت اليوم مستأجرة و حلت محلها نائحة جديدة !!
*نعم و سيرفع الفارس ألقابه بشرف و إن رضوا ،، و يعد ” كحيلان ” العدة لموسم جديد يحصد فيه الألقاب و هم بين بكاء و نواح دون عمل ،، فيتشابه غدهم مع اليوم و البارحة !!
*النجاح يولد الأفراح و النواح يعمق الجراح ،، و سيمضي الفارس مردداً ما قاله المتنبئ :
سَيعْلَمُ الجَمعُ ممّنْ ضَمّ مَجلِسُنا *** بأنّني خَيرُ مَنْ تَسْعَى بهِ قَدَمُ
أنَا الذي نَظَرَ الأعْمَى إلى أدَبي *** وَأسْمَعَتْ كَلِماتي مَنْ بهِ صَمَمُ
أنَامُ مِلْءَ جُفُوني عَنْ شَوَارِدِهَا *** وَيَسْهَرُ الخَلْقُ جَرّاهَا وَيخْتَصِمُ
تمريرات بينية :
-قد يحقق النصر لقب كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال جامعاً بين لقبي الدوري و كأس الملك و سيلتقي حينها في السوبر بوصيفه في الدوري النادي الأهلي ،، و قد نشهد حينها ثأراً من جانبين : فالنصر باحثاً عن ثأر المواجهات المباشرة ،، و الأهلي باحثاً عن ثأر اللقب !!
-نعم و لكونه نهائي فيسعى حينها الأهلي لإثبات أنه بطلاً غير متوج ،، أما النصر فلتثبيت رمحه و ترديد : الأرض أرضي و الزمان زماني ..
-ثار دمي الأحمر في الوريد فسكبته حبراً يروي قصة عشقي ،، فاح وردك الأحمر شذاً ففرشته بساطاً أحمراً إبتهاجاً بلقياك ،، فأهلاً بمقدمك يا ” وحدتي ” ..
بقلم : محمد الراجحي
تويتر : @MRajhi