فازت ألمانيا باللقب العالمي الرابع في البرازيل بفضل ماريو غوتزه. ومنذ ذلك الحين وعكس التوقعات يعاني المهاجم من تراجع في مستواه مع بايرن تسبب في وابل من الانتقادات من قبل رموز النادي، ما وضع اللاعب أمام تحدي إثبات الذات.
لم يترك أحد جرحاً عميقاً في قلب العملاق ليونيل ميسي، مثلما فعل مهاجم بايرن ماريو غوتزه في نهائي مونديال البرازيل، حين حرم “أفضل” لاعب كوني لكرة القدم من الوصول إلى اللقب القاري. بهذا الهدف (الدقيقة 114) منح غوتزه لألمانيا اللقب العالمي الرابع، ولنفسه موقعاً في كتب تاريخ الكرة العالمية.
اليوم وبعد مباراة بايرن ميونيخ أمام برشلونة في ذهاب الدور نصف النهائي من دوري الأبطال (الخامس من مايو/أيار 2015)، وجد غوتزه نفسه “منبوذا” من قبل الجميع، خاصة من قبل إدارة فريقه وعلى رأسهم الرئيس الشرفي بذاته، القيصر فرانس بيكنباور، الذي أطلق عاصفة من الانتقادات معتبراً أن المهاجم (22 عاما) تصرف على الملعب “كالطفل”، لأنه “لم يقاتل” على الكرة عند فقدانها، بل “ظل ثابتاً في مكانه” بشكل “لا يليق بلاعب دولي كبير بفريق من حجم بايرن ميونيخ”. وحث القيصر “الطفل” على “النضوج”.
تصريحات القيصر، التي أدلى لقناة “سكاي” الرياضية الخاصة، أعقبتها حملة إلكترونية شرسة ضد غوتزه على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة بعد أن التقطت عدسات الكاميرات اللاعب الشاب بالوجه الطفولي وهو يبتسم عقب هدفي ميسي في شباك مانويل نوير. وسرعان ما انضم رموز البافاري مثل لوتار ماتيوس وشتيفان إيفينبيرغ إلى مجموعة الغاضبين ليلوموا غوتزه أكثر من غيره على الخسارة المذلة لفريقهم (3-0)، والتي تنذر بخروج حامل لقب البطولة بموسم 2013 من الدور نصف النهائي.
غوارديولا وغوتزه
في حقيقة الأمر، الأسباب المعلنة في “الحملة البافارية” ضد غوتزه لا يمكن تفهمها إلا بالنظر إلى ما خفي منها. ومردها أن إدارة البايرن لم تقتنع بعد بأداء غوتزه ولم تر فيه ذلك المستوى الذي حققه مع دورتموند.
المطلوب هنا بعد موسمين قضاهما في ميونيخ تحسين مستواه نحو مزيد من النضج ليتحول إلى لاعب قادر على الحسم تماماً كما حدث في نهائي البرازيل. وكان غوتزه في النصف الأول من الموسم الحالي سائراً في هذه الطريق محرزاً سبعة أهداف في منافسات الدوري المحلي-بوندسليغا، لولا أنه وبعد العطلة الشتوية وجد نفسه على مقاعد البدلاء ولم يشركه بيب غوارديولا بقوة إلا بعد إصابة الجناحين ريبري وروبين.
وقد يقول البعض إن روبيرت ليفاندوفسكي كان يعاني من الوضع ذاته، لكنه وعكس غوتزه استغل بشكل أفضل غياب الجناحين لإبراز علو كعبه. في المقابل لم يكن غوتزه يوماً على قائمة خيارات بيب الأولى، والدليل أنه وفور مجيئه إلى ميونيخ أراد التعاقد مع البرازيلي نيمار، لكن إدارة بايرن فضلت وفرضت عليه غوتزه.
وداعا بوندسليغا؟
ومن هذا المنطلق لا يتبقى أمام غوتزه سوى خيارين، أولهما إنهاء عقده مع بايرن قبل انتهائه بموسمين. ومن هنا توالت الشائعات حول إمكانية انتقاله إلى بيته دورتموند. بيد أن مدير الفريق الأصفر هانس-يواخيم فاتسكه، نفى ذلك مشدداً أنه يكفي فقط النظر إلى حجم المبلغ الذي يتقاضاه غوتزه ببايرن ليعرف الجميع أن لا أمل لدورتموند في استعادة مهاجمه القديم. وحسب تقارير إعلامية فالدخل السنوي لغوتزه يصل إلى عشرة ملايين يورو، ومن ثمّ فهو وإلى جانب الفرنسي ريبري من اللاعبين الأكثر دخلاً في صفوف البافاري.
ونظراً لكل هذه الملايين، بات مستحيلاً على فرق البوندسليغا الأخرى تقديم عرض يرضي البافاريين، ما يعني أن أوروبا هي الخيار المتبقي لغوتزه في حال عزم الرحيل، مع العلم أن قلة من الفرق فقط أظهرت اهتماماً مبدئياً باللاعب. وقد تمّ الربط حديثاً بينه وبين فريق أرسنال الانكليزي، لكن دون أن تتخذ هذه الأخبار جدية كبيرة. ورأت الفرق الأوروبية الكبرى كيف تعامل اللاعب مع ضغط الأدوار النهائية من دوري الأبطال، بعد أن نسي الجميع هدف غوتزه في مرمى الأرجنتين.
ونظراً لكل هذه الملايين، بات مستحيلاً على فرق البوندسليغا الأخرى تقديم عرض يرضي البافاريين، ما يعني أن أوروبا هي الخيار المتبقي لغوتزه في حال عزم الرحيل، مع العلم أن قلة من الفرق فقط أظهرت اهتماماً مبدئياً باللاعب. وقد تمّ الربط حديثاً بينه وبين فريق أرسنال الانكليزي، لكن دون أن تتخذ هذه الأخبار جدية كبيرة. ورأت الفرق الأوروبية الكبرى كيف تعامل اللاعب مع ضغط الأدوار النهائية من دوري الأبطال، بعد أن نسي الجميع هدف غوتزه في مرمى الأرجنتين.
وفي حال بقائه مع بايرن، فسيجد غوتزه نفسه أمام مهمة كبرى: أولاً عليه انتزاع اعتراف المدرب بيب غوارديولا وباقي زملائه الكبار، ثم إرضاء جمهور بايرن، واستعادة بعض من مجده الأول حين منحه بيكنباور في أبريل/نيسان 20013 لقب “أفضل مهاجم ألماني”، قبيل الإطاحة به إلى درجة “اللاعب الطفل غير الناضج”.