من يتابع مجريات الكرة السعودية هذا الموسم يجد أن وتيرة العمل ضد النصر تصاعدت بشكل ملفت وبطريقة فاضحة، لا يقبلها المنصف.
أصبح التكالب على النصر من أساسيات منح المناصب، والشرط الأوحد للعبور إلى التميز المشوّه الذي ينشدونه.
لم يدركو بعد أن المجتمع الرياضي اختلف، وأدوات الاعلام اختلفت، ووسع نطاق التعاطي به إلى ما هو أبعد مما يظنون، وما زالوا يسيرون وفق نهج قديم ومتهالك لم يعد ينطلي حتى على المعتوهين.
فقد أصبحت سلوكياتهم مفضوحة ولكن تدعمها سيطرتهم على المناصب ومنابع القرار، فكانت نافذة على الرغم من استهجان الشارع الرياضي.
كل هدفهم اسقاط النصر من هرم الكرة السعودية، فقد كانت عودته قاصمة لظهورهم ومقضّة لمضاجعهم وسببا لفضح تجاوزاتهم وتلاعبهم بالكرة السعودية.
تصدر النصر للدوري حتى الآن سدد لمخططاتهم ضربة قوية، ولم يكن في حسبانهم أن تكون العودة النصراوية بهذه القوة والشراسة.
سكنوا الغرف المظلمة لرسم خططهم المسمومة لإيقاف فريق فضحهم وأوصلهم لمرحلة الضياع وعدم التوازن وأبعدهم عن بطولاتهم المفضلة، محاولين تشويه جمال عودته بخزعبلات مضحكة من نسج خيال مريض.
تعصبهم أعماهم حتى أعلنوا صراحةً النصر عدوهم الأول والوحيد، وكأنه ليس فريقا سعوديا ومن حقه المنافسة وتحقيق البطولات.
وصل بهم الحال والجرأة للإساءة للنصر ورجالاته ولاعبيه علنا وبصورة مخزية لم نعهدها في السابق (من أمِن العقوبة أساء الأدب)، بل وجدوا الدعم والمؤازرة من أصحاب القرار وهرم الرياضة والإعلام.
لمَ لا، والرئيس يؤكد تليفزيونيا أنه يكون قليلا… إذا خسر الهلال، وهذا يشكل دافعا قويا واستمدادا صارخا لممارساتهم التعصبية العمياء للإساءة والتجاوزات الفاضحة.
مكاتبهم باتت خلية نحل تعج ليل نهار بهم، وبمن يتحد معهم لذات الهدف، من أجل إيجاد المنافذ لهلالهم وخدمته بكل الوسائل والطرق المشروعة وغير المشروعة.
كل هذا من دعم أزرقهم وإعادته إلى الواجهة التي ودعها منذ موسمين، ولن تكون له عودة في ظل ما يعانيه من أزمات خانقة، ومكاتبهم لن تُقفل ما دام هلالهم لم يعد بعد.
نُذُر المستقبل تنبئ عن مخاض مؤلم من متعصبين أعماهم عشق اللون الأزرق، هدفهم الأول تشويه وإبعاد وإسقاط وتدمير النصر بأي ثمن كان، وتقديم الفضيلة وشرف المنافسة والعدالة قرباً يُذبح.
فما زال هناك الكثير سيخرج من جلباب تعصبهم الأعمى، وسيكون حديث الشارع كعادتهم وسيكون النصر ضحيتهم وسط صمت أصحاب القرار وعدم إنصافهم والإجحاف الذي يكيلونه له بصورة مخزية آلمت المنصفين وأضحكت المتابعين.
يضعون أيديهم بيد كل من يريد عداوة النصر وإسقاطه وتقوية منافسيه باستغلال نفوذهم وهيمنتهم على كل الكرة السعودية، بداية من الاتحاد السعودية لكرة القدم الذي اختطفه أمينه الهلالي، وانتهاء بأحدث منتمٍ في الاعلام.
مهازلهم لن تنتهي، فنفوذهم مستشرٍ في كل الزوايا، ومن الصعب خلاص الكرة السعودية منهم ما لم يأتِ رجل يملك القوة بقراراته وتنفيذها، وبالطبع هذه المواصفات ماتت مع موت الأمير فيصل بن فهد «رحمه الله».
ها هم يؤازرون الأهلي لمجرد أنه أصبح منافسا، ويحاولون تذليل كل الصعاب من أجل إزاحة النصر من تحقيق بطولة الدوري للموسم الثاني على التوالي.
ولن ينثنوا حتى يبتعد النصر عن مزاحمتهم على البطولات وترك الساحة لهم وحدهم، كما حدث في العقد ونيف الماضي.
وأجزم بظل وجود الأمير فيصل بن تركي عرّاب النصر ورمزه الجديد، لن يتحقق لهم ما يريدون، فالأمير الشاب درس وعرف كلمة سر الإساءة للنصر، ويعمل دائما على إبطالها وفضحهم بعمل دؤوب ومدروس للمحافظة على مكتسبات فريقه من جانب وتعريتهم من الجانب الآخر.