بلا شك ان الشارع الرياضي الايراني، او بالمجمل الشارع العام في ايران يغلي ويستعر كالجحيم عند سماعه أن نادياً سعودياً او مسؤولاً سعودي فعل كذا و كذا تجاه ناديهم، وتجد حينها ان الكذا والكذا هي هزيمة احد انديتهم في السعودية تحت منافسة رياضية، لتبدأ مرحلة رد الفعل تجاههم عن طريق التلفزيون المحلي و الصحف الطائفية ليأخذوا بذلك منحى سياسياً صارخاً، و يبدأ المسؤولون في ايران عملية الشحن العام للجماهير تجاه اي مباراة تحدث على ارضهم ضد اندية السعودية.
نعلم ان الشعب الايراني مضطهد و مفصول عن العالم الخارجي وبذلك يجدون سهولة في تمرير تلك العبارات في صدر صحفهم من عبارات سياسية و تهديد كما رأينا إعلامهم وهو ينعت الخصم الرياضي بالسعودية بداعش او بألفاظ طائفية اخرى، و ربما الخسارة السياسية هي من جعلتهم يفرغون ما في صدورهم من حقد و لكن بأسلوب رياضي.
ما حدث في مباراة بيروزي طهران و النصر السعودي من تجييش اعلامي ايراني ضد النادي السعودي و ربط الحال السياسي بالرياضي، هو امر غريب لا يحدث في القاراة إلا في ايران، و العجيب ان اندية ايران نافست اندية اخرى وعريقة، ولكن لم نعتد على جمهورها حظور اكثر من ١٠٠ الف مشجع إلا امام الاندية السعودية، تجد حينها فرحة هيستيرية في المدرج خلاف ما يحملونه من العاب نارية وعبارات طائفية.
يحتقرون الدم العربي والذي يشتهر بالكرم والضيافة، وهذا ما تفعله انديتنا تجاههم من استقبال في المطار عن طريق مبعوث من النادي برفقته بعض الورود، تتكلله زيارة لمقر النادي السعودي و التعرف على المدينة بكل يسر وسهولة دون مضايقات، ليس خوفاً منهم ولكنها شيمة اكتسبناها من اجدادنا، واتى الاسلام الذي “يدعونه” ليتمم مكارم الاخلاق.
نعرف تماماً ان هناك في ايران اندية عربية و شعب كامل لا يرضى بتلك التجاوزات التي تأتي من طهران و ملحقاتها، وبذلك نشيد بما فعل نادي فولاذ الأحوازي عندما استقبل الهلال السعودي باللباس العربي كنوع من الاحتفال والترحيب بقدوم الضيوف وهذا ما قد يستفز طهران، لأن الكرم واستقبال الضيوف هي ميزة يفتخر بها العرب الاقحاح.
على المسؤولين السعوديين إن كان لهم صوت في الاتحاد الاسيوي واظن ان ليس لهم صوت للأسف، وان وجد فهو مبحوح، عليهم مخاطبة الاتحاد الاسيوي بنقل المواجات المستقبلية بين ايران والسعودية الى أراضي محايدة، بما ان البلدين يشوبهم نوع من الحرب السياسية الاعلامية فالاجدر ان تنقل لإحدى الدول المجاورة كسلطنة عمان او الأردن.
فإن كان الجارُ عاصياً مستفزاً يجب أن نبتعد عنه أو ان يطرد وينفى، هذا ما يجب ان يطالبوا السعوديون نظراءهم في الإتحاد الاسيوي كي تُبعد ايران لمنظومة شرق القارة لتلعب مع احبابها كالصين واليابان وغيرهم، وان يعيدوا النظر بأندية و رياضة دولة الاحواز و هي الدولة التي يطالب شعبها العربي منذ عقود ان ينفصل وينضم لأشقاءه في الخليج العربي، ولكن ” قد اسمعت لو ناديت حياً ، ولكن لا حياة لمن تنادي “.