محمد الشيخ | قنبلة رئيس الاتحاد

محمد الشيخيبدو أن فريق النزاهة الذي تشكل في الأسبوع الماضي لن يكون لديه الوقت لوضع تصوراته في مواجهة الأحداث الكروية المتسارعة حتى على الورق، فمن سوء حظه أن عملية التشكيل تمت والدوريات المحلية تطوي صفحاتها الأخيرة ما يعني دخول رواية المنافسات الشرسة مرحلة العقدة التي تتشابك فيها الأحداث وتتعقد بانتظار الحل.

في مقالي الأخير الذي حمل عنوان: لماذا فريق خاص للنزاهة؟! كتبت بوضوح ودون أدنى مواربة: “سيكون من الحسن أكثر أن يتحلى فريق النزاهة المشكل بالشجاعة والصرامة في مواجهة الواقع الشائك، إذ نتمنى أن يبادر لاختراق “أعشاش الصقور” قبل «أعشاش الحمائم» وعند ذلك سنقول شكراً احمد عيد شكراً معاونيه”، وهاهي الشجاعة وفي أقل من أسبوع هي من تسعى إلى أعضاء فريق النزاهة بغية تتويجهم بنياشينها، فهل نراهم يصافحونها أم يتمنعون؟!

إذن يمكن أن نسمي الاختبار الذي ينتظر فريق النزاهة باختبار الشجاعة، ولن يكون أفضل من استلام شهادة الاستحقاق بعد خوض اختبار التصريح الأخير لرئيس نادي الاتحاد إبراهيم البلوي الذي جاء بعد هزيمة فريقه من النصر والذي حمل فيه بشدة على رئيس الاتحاد السعودي احمد عيد ورئيس لجنة الحكام عمر المهنا قبل أن يجزم بالقول: “لدينا فساد.. فساد.. فساد”، وهو بذلك يتحدث عن فساد في كرتنا، وفي دورينا، وليس في الكرة السيرلانكية، ولا في الدوري الموزمبيقي.

هذا هو الواقع الصعب الذي شبهته بأعشاش الصقور فالتهمة تصدر عن رئيس نادٍ كبير بحجم الاتحاد، وفي ردة فعل عنيفة بعد خسارة من فريق كبير آخر هو النصر، ما يعني أن فريق النزاهة، وهنا سيكون اتحاد الكرة أمام مهمة يثبت فيها بأن فريق النزاهة” ليس مجرد “ديكور” لتزيين واجهته في عيون الآخرين، ولا مجرد بطل مزعوم بعضلات ورقية يستعرض بها على الأندية الضعيفة التي وصفتها بالحمائم، ولن يكون ذلك إلا بالتحقيق مع البلوي فإما أن يثبت اتهاماته ويذهب الفريق للخطوة التي تعقبها وإلا فالعقوبة القاسية تكون في انتظاره.

أنا هنا لست مع من طالبوا بتطبيق أقصى عقوبة على رئيس الاتحاد؛ خصوصاً من النصراويين الذين اعتبروا تصريحه افتراء بحق ناديهم وتعدياً عليه، ولست كذلك مع احمد عيد والمهنا بأن تصريح البلوي سيكون على طاولة لجنة الانضباط، فمثل هذا تجاوز على السياقات الإدارية لمثل هذه الحالات، فمن حق البلوي أن يخضع للتحقيق من فريق النزاهة، فلربما يملك أدلة أو قرائن تدعم موقفه، وهو بذلك سيكون قد فتح باباً لملاحقة الفساد الرياضي الذي بدا لنا كأحد المستحيلات الثلاثة حيث نسمع به ولا نراه، وإن لم يملكها فدونه العقوبة المغلظة إذا ما تأكد بأن قنبلته التي فجرها ليست سوى قنبلة صوتية.

نحن بانتظار الكثير من فريق النزاهة، لكن لا ينبغي أن تكون عملية التحقيق انتقائية، ولا ردة فعل، فكل أصبع يؤشر على وجود فساد من أي نوع كبيراً كان أو صغيراً لا بد من الذهاب إلى حيث يشير، فالفساد ليس مجرد بيع مباريات، فهو اليوم يتم بطرق وأساليب باتت احترافية، ولربما كان البلوي يشير إلى شيء من ذلك، أقول ربما !.

6