علي مليباري | الفهد.. روح القيادة

– يقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وهو يفتتح معرض وندوات تاريخ الملك فهد بن عبدالعزيز (يشرفني في هذه الليلة أن أكون بينكم لنحتفي بوالدي الثاني فهد بن عبدالعزيز، لقد تربيت من صغري تحت ظله ورعايته).

– ألم الحزن وأنين الفراق كانا باديين على محيا الملك الإنسان سلمان خلال حفل الافتتاح وعرض الفعاليات المصاحبة للمعرض، كيف لا وقد كان قريبًا جدًا من الراحل العظيم، وكان نعم الأخ والصديق والمستشار له، وهو ما أكده الأمير محمد بن فهد بن عبدالعزيز بقوله (كان الملك فهد يكلف الملك سلمان بمهمات صعبة تحتاج إلى أن يُتخذ فيها قرار حاسم، وكنت أشهد بعضها).
ـ وكشاهد على عصر الراحل العظيم، فقد سعدت شخصيًا بتنظيم معرض (الفهد..روح القيادة) وما يصاحبه من ندوات وأبحاث وأنشطة وفعاليات، فهي مناسبة ملهمة لجيل الشباب الذين يمثلون أمل المستقبل ليشاهدوا عن قرب سيرة قائد فذ، تقلد أهم المناصب وأكثرها صعوبة منذ أن كان شابًا، ويتعرفوا على سيرة رجل حرب وحق وسلام، تكونت لديه مبادئ القيادة منذ نشأته وحتى تولّيه الحكم، ونجاحه في مواصلة السير بالبلاد قدمًا على دروب العلم والمعرفة والتنمية والتطوير برغم ما عاصره من ظروف تاريخية بالغة التعقيد.
ـ الشباب وهم يتجولون داخل المعرض، سيتعرفون على أن مرحلة تخطيط وصناعة الرياضة، وتحديدًا كرة القدم، كانت في عصر الملك فهد، حيث بُنيت مقرات الأندية الفخمة بكامل تجهيزاتها، وشُيدت ملاعب كرة القدم وفق أسس ومعايير عالمية، لتأتي بعدها مرحلة حصد التفوق والإنجازات، إذ حققت السعودية أول تأهل إلى الاولمبياد، وفازت بأول كأس آسيوية لكرة القدم، وتُوجت بأول كأس عالم للناشئين، وحققت أول دورة خليج، ونجحت أنديتها في تحقيق أول بطولات قارية في تاريخها.
– الملك فهد كان يحرص على استقبال أفراد منتخبنا الوطني لتحفيزهم باستمرار لتشريف الرياضة السعودية في المحافل الدولية، ودائمًا ما يكون حديثه مباشرًا مع الرياضيين فيكون مردوده إيجابيًا وكبيرًا، فهذا أسطورتنا الرياضية الأولى ماجد عبدالله يقول إن الملك فهد كان يهاتفه شخصيًا قبل انطلاق بطولة كأس العالم بأمريكا عام 94 مما كان له أبلغ الأثر على نفوس لاعبي المنتخب وقدرتهم على تحقيق نتائج مبهرة آنذاك.
– الأمير سلطان بن فهد أكد أيضًأ أن الراحل كان يتصل في جميع المناسبات ليسأل عن كل لاعب فرداً فرداً، وعن الكادر الإداري والفني والطبي، واستشهد باتصاله قبل وبين شوطي مباراة منتخبنا أمام إيران المؤهلة لكأس العالم بأمريكا عام 94، وتأثير ذلك على لاعبي المنتخب مما مكنهم من الفوز والانتصار بعد توفيق الله.
– هذا في الرياضة فقط، وهو غيض من فيض، أما الحديث عن المجالات الأخرى في عهد الفهد فالأمر يتطلب مجلدات ولا يتسع لمقالات أو كتب، فسيرته ـ يرحمه الله ـ عصية على الاختصار، وقد أحسن أبناؤه وأحفاده البررة عندما اتخذوا (روح القيادة) عنوانًا لهذا الملتقى الشامخ، فقد كان ـ يرحمه الله – نموذجاً فريداً من نماذج القيادة على مستوى العالم.
تويتر AliMelibari@

7