شغلت الخلافات بين اتحاد كرة القدم المنتخب برئاسة أحمد عيد وبعض أعضاء الجمعية العمومية يقودهم المرشح الخاسر في انتخابات الرئاسة خالد المعمر الوسط الرياضي طوال الفترة الماضية، وكشفت تطورات الخلاف واللغة التي جنح لها الطرف الثاني من اتهام بالتضليل والكذب والتزوير أننا لم نتفهم بعد معنى الانتخابات، والدور الحقيقي للجمعية العمومية كجهة تشريعية تساهم في تعديل مواد النظام الأساسي وتراقب وتناقش البرنامج الانتخابي الذي وضعه الرئيس المنتخب ووعد بتنفيذه خلال السنوات الأربع التي يتولى فيها زمام الأمور.
أعضاء الجمعية المعارضون تجاوزوا حدود المعارضة الهادفة للتصحيح، والمصلحة العامة، إلى تصعيد دولي قدمت فيه مصالح شخصية، التصعيد الدولي كشف كثيرا من الأمور الخافية التي سيكون اتحاد القدم أول المستفيدين منها؛ خصوصا على مستوى التمثيل الدولي قانونيا، بعد أن كشفت اجتماعات لجنة تقصي الحقائق أن هناك من يعمل ضد اتحاد الكرة!!.
لم تعقد الجمعية منذ عامين، ولاتحاد الكرة مبررات لم يقبلها المعارضون، كنا نقف موقف الحياد، نتساءل مرة لماذا يرفض أحمد عيد عقد الجمعية العمومية، ونستغرب في أخرى لماذا تأخر المعارضون في إرسال ملاحظاتهم على النظام الأساسي، وبعد أن أكد خطاب (فيفا) أهمية اطلاعه على التعديلات قبل عقد الجمعية تبين لنا أن اتحاد الكرة يسير في الطريق الصحيح.
التجربة الانتخابية الأولى لرئاسة وعضوية اتحاد القدم كانت مشرفة أشاد بها كثيرون من خارج الوسط الرياضي، بعد مرور السنة الأولى بدأت محاولات تشويه بعثت رسائل أننا غير قادرين على استيعاب تجربة الانتخابات الجديدة، والإشارة إلى أن فترة التزكية والتعيين كانت هي الأصلح.
أخطاء اتحاد القدم موجودة، ساءنا طريقة إعداد المنتخب الأول ونتائجه، هناك تعديلات مهمة يجب أن تقرّ في النظام الأساسي، ولجان لم تفعل، لكن ذلك ليس كل شيء، ولا يدعو لتجميد نشاط ولا حلّ اتحاد الكرة الذي على مدى عقود على علاقة مثالية قوية بالاتحاد الدولي منذ عهد الأمير فيصل بن فهد “رحمه الله” وحتى يومنا هذا.
اتحاد الكرة والجمعية العمومية يعملان لمصلحة كرة القدم السعودية، هذا ما كان يجب أن تقدمه جميع الأطراف، والتصعيد الدولي الذي نتج عنه انتصار ساحق لاتحاد الكرة ما كان يجب أن يحصل؛ خصوصا وأن الأسئلة التي طرحتها لجنة تقصي الحقائق وجد لها أعضاؤها إجابات مقنعة مرة، ووعود بتنفيذ ما نقص من إجراءات إدارية في أخرى؛ وعقد الجمعية في الموعد الذي اختاره اتحاد الكرة.
ويبقى التعاطي الإعلامي مع الخلافات منذ بدايتها مخجلا، استُغلت البرامج الرياضية استغلالا سيئا لتمرير توجهات طرف ضد آخر بصورة غير لائقة.
وعلى الرغم من أن التصعيد الدولي كان مزعجا مقلقا؛ إلا أن اتحاد القدم والجمعية العمومية يجب أن تستفيد من تبعاتها على طريقة (ربّ ضارة نافعة)، والأهم أن يضع خطاب (فيفا) حدا لاتهامات المعارضين التي بلغت مبلغا لا يمكن احتماله، فمن يصدق ما قاله عضو الجمعية العمومية خالد المعمر في برنامج فضائي من أن ديون اتحاد الكرة بعد سداد 70 مليون تبلغ اليوم 50 مليونا؟!.
لو علم المعارضون بالنتيجة النهائية لزيارة وفد الاتحاد الدولي لتمنوا عدم جنوحهم للتصعيد، فقد أخرجت التحقيقات النهائية اتحاد الكرة قويا أكثر من ذي قبل.