مصيبة أن تُقاتل في كرة القدم دون أن تملك قذائف محلية الصنع أو مستوردة، فكل محاولتك لن تتعدى الدوران في محيطك، وإن زرت الخصم فلن تتعدى الخط الأمامي له.
باختصار هذا ما يحدث للهلال في الآسيوية فرغم سيطرته أمس طولًا وعرضًا أمام فولاذ خوزستان الإيراني إلا أنه كان مريضًا أمام الشباك، وإن تعافى فأن النهاية لم تجد من يترجم هذا التعافى لهز الشباك.
الحقيقة التي وعى عليها الهلاليون بعد مواجهة فولاذ أنهم في آسيا سيعانون كثيرًا، بل سيشكل هذا الهاجس عقدة لهم، وأعني العقم الهجومي، وسيزيد من همهم أن مدربهم اليوناني دونيس لا يعشق ولا يهوى الشق الهجومي، وإلا ما هو تفسيره لبقاء يوسف السالم وهو المهاجم الظاهر على الساحة الهلالية بعد إيقاف الشمراني وإصابة القناص على دكة الاحتياط والزج به في الدقيقة الـ80 رغم أن الهلال كان مسيطرًا على مدار الشوطين، وما ينقصهم مهاجم لترجمة التفوق الميداني.
بصراحة الهلال لن يذهب بعيدًا في آسيا إذا استمر عشاق الأزرق والأبيض في الحراك غير الواقعي الذي ينتشر في مواقع التواصل الاجتماعي، وتركوا همهم الأول وهو فريقهم الكروي الذي يُعاني من المشاكل الفنية وفقدان الهوية، وإن تحسنت نتائجه المحلية في الآونة الأخيرة.
ما يحتاجه الهلال انتفاضة فنية وإخماد المعارك الإعلامية، ودون هذا التوجه لن ينصلح حاله خصوصًا إذا أصر على تأجيل كل شيء جميل لانتظار الرئيس الجديد، والذي أصبح محطة للتثبيط أكثر منه وقودًا للمستقبل بسبب تعليق كل شيء لقدومه.
كم هو مؤلم لعشاق هذا الأزرق أن يروا فريقهم يترنح وصناع القرار فيه يتفرجون، وجمهوره يختلفون، والكلام يعلو في الفضاء، ومستطيلهم الأخضر «يئن».