تخصص العديد من الأندية فترة أو أيام معينه لاستقبال وتسجيل المستجدين للفئات السنية المختلفة في كرة القدم وتخضعهم للتجربة الميدانية كأحد الوسائل التي تهدف إلي اكتشاف المواهب وبالتالي ضمها للفرق المختلفة بالنادي.. ولكنها تبقى أحد الطرق التقليدية وليس بالضرورة أن تحقق الأهداف المرسومة وقد لا تجد العديد من المواهب بهذه الطريقة فرصتها للتدريب والتطوير.
فالمواهب نعمة من عند الله وهي في نفس الوقت ظاهرة وثروة وطنية تحتاج إلي التعامل بحذر شديد لأنه ليس بالضرورة أن تكون إيجابية وإبداعية فقط فهناك انفعالات للموهبة سلبية تحتاج تدخل للحكم عليها وتحديد قدراتها وإمكانياتها من جهة وصقلها وتوظيفها وتطويرها من جهة أخرى.. لأن القدرات مهما كانت عالية فهي في النهاية محدودة.
لعل الحلول حول اكتشاف المواهب واستقطابهم لم تعد متوفرة بالشكل الذي تتعدد فيه الخيارات وتتوفر فيها الفرص بافتقاد فرق الأحياء “الحواري” والزخم التي كانت تمثله حيث قامت بدورها بتقديم مجموعة من المواهب وسهلت مهمة الكشافين التي كانت الأندية تعتمد عليهم.. رغم افتقادها للانضباط حيث يصعب الالتزام والتأقلم في الأندية في ظل نقص الثقافة وجدية التمارين.
لقد ظهرت مدارس متخصصة تعرف بالأكاديميات الرياضية تهتم بالبراعم وتوفر لهم التدريب والبرامج.. حيث اعتبرت نهج طبقته عدد من الأندية و بعض القطاعات الخاصة بالتعاون مع مدارس وأندية عالمية وكوادر وطنية.. وحققت الكثير من النجاحات وخرجت العديد من المواهب التي التحقت بالفرق السنية في الأندية.. ولكنها لم تشكل تلك الظاهرة التي تخدم الرياضة بالشكل المطلوب.
قد يذهب البعض أننا في عصر الاحتراف نكون أقل حاجة لاستقطاب المواهب وتدرجها في الفئات السنية بحكم قوة المال وسطوته على الرياضة.. ولكننا في نفس الوقت لن نستطيع أن نغير في الثقافة والفكر المرتبط بالمبادئ والأسس الرياضية.
أعتقد أن أحد أكثر الحلول المتاحة حاليا هي الرياضة المدرسية والجامعية والتي قد تكون خيارا جيدا ومناسب في الوقت الحالي واستثمار ذلك بالتنظيم المجدول للتدريب والبرامج والبطولات والمسابقات المدرسية.. تخضع للمراقبة والإشراف المباشر بشراكة وزارة التربية وإتحاد كرة القدم وبوجود متخصصين في التدريب الرياضي والتربية البدنية يمكنهم إكساب المواهب المهارات الرياضية اللازمة وتزويدهم بالثقافة المطلوبة والتوجيه التربوي وتهيئتهم للمجال الرياضي وخلق الفرص المناسبة لهم مع الحفاظ على مستقبلهم الدراسي.
تويتر TariqAlFraih@