شجاعة مدرب
بسام جميدة  اعلامي رياضي سوري- مدير تحرير صحيفة الرياضة السورية- مؤلف وروائي

بسام جميدة اعلامي رياضي سوري- مدير تحرير صحيفة الرياضة السورية- مؤلف وروائي

وقف مطولا أمام تصريح مدرب فريق الشباب السعودي لكرة القدم جايمي باتشيكو عقب خسارة فريقه أمام الأهلي منذ فترة قصيرة محملا نفسه المسؤولية بشجاعة واضحة ولم يحمل اللاعبين مسؤولية الخسارة بل تحملها بنفسه مبينا أين أخطأ وماذا يجب أن يعالج ومن يشرك مستفيدا من درس الخسارة التي أبقت فريقه بعيدا عن حلم الدوري ولو مؤقتاً لأن تقليص الفارق بات يحتاج لتعثر الذين يسبقونه بخطوات واضحة.
هذه الشجاعة بصراحة نفتقدها لدى غالبية مدربينا العرب، الذين يسارعون بإلقاء اللوم عقب أي خسارة على اللاعبين حينا وعلى الحكام في أحيان كثيرة، ومنهم من يصب جام غضبه على أرض الملعب أو التعب من جراء السفر، بل والأدهى أن بعضهم لايخجل من القول “أنه واجه خصما قويا” وكأنه يريد أن يواجه خصما يسلمه مفاتيح الملعب والنتيجة ..!!
وفي وقت سابق لم يجد مدرب برشلونه لويس أنريكي حرجا في توصيف مشكلة فريقه بدقة تامة وطريقة اللعب التي كانت عقيمة، ولم يلق باللوم على اللاعبين بل تحمل أشياء كثيرة من أجل تصحيح مسيرة الفريق وبث روح الحماسة لدى اللاعبين، لأن اللاعب يحتاج في أكثر الأحيان إلى كلمة والمدرب الشاطر هو ن يعرف كيف يوظف إمكانات لاعبيه، بل ويستخرج قدراتهم الكامنة بكل حرفنة وذكاء..
صحيح أن دور المدرب ينتهي مع بداية المباراة ولكن دوره الفعال يكون قبل المباراة ومن خلال قراءته للأداء وللفريق الخصم مبكرا حتى يعرف ماهو فاعل، المدرب عادة يكون (شماعة) للفشل ويتهرب الجميع من مسؤولياتهم ووحده يكون الضحية وهذا سببه أنه يملك مفاتيح اللعب فنيا ويقود الجوقة التي معه بعقليته هو وليست بعقلية الإدارة ولا المشجعين على المدرجات، كما أنه صاحب الأجر الأعلى، والاحتراف يقتضي منه أن يكون ربانا ماهرا ودبلوماسيا في الوقت ذاته ولكن بحرفنة وليس بالغباء الذي نراه لدى البعض.
للمدرب دور فاعل يجب أن يلعبه والشاطر من يمتلك الشجاعة في مواجهة المواقف مهما كانت وإلا عليه أن يترك هذه المهنة لغيره ويعمل في مكان آخر.
بسام جميدة
إعلامي رياضي سوري

7