علي مليباري | تحكيمنا محلك سر

لظرف ما، لم أتمكن من مشاهدة مباراة الاتحاد مع نجران في وقتها، ولكني فتحت التلفاز على نهاية اللقاء فوجدت الحكم محمد الهويش يطلق صافرة النهاية ويبدو سعيدًا ومبتسمًا وكأني به راضيًا عن ما قدمه من مستوى تحكيمي طيلة التسعين دقيقة.

استمعت بعدها للتحليل الفني حتى اتعرف على أجواء المباراة، لاتفاجأ بعرض لقطات لسقطات تحكيمية لا تصدر من حكم مبتدئ فما بالكم بحكم يراقبه من المدرجات مراقب الحكام في الاتحاد الآسيوي بهدف تقييم آدائه قبل ترشيحه وإسناد مباريات إليه في التصفيات الآسيوية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.
وحتى أكون مُنصفًا تجاه رأيي في ما قدمه الحكم محمد الهويش، شاهدت المباراة مسجلة بكامل أحداثها وما صاحبها من قرارات تحكيمية فوجدت العجب العجاب، لدرجة أني لم أتمكن حينها من تفسير تلك السعادة التي بدت على وجه الهويش وهو يعلن نهاية اللقاء، فإن كان سعيدًا حقًا فتلك مصيبة، وإن كانت لجنة الحكام بقيادة زعيمها عمر المهنا راضية بما قدمه الهويش فالمصيبة أعظم.
يا للهول.. كرات باليد من لاعبي نجران واضحة وضوح الشمس، وثلاث ركلات جزاء للاتحاد لم تحسب أي واحدة منها مع حالة طرد للمدافع النجراني، حتى كادت أخطاء الهويش التحكيمية الفادحة أن تسلب الفريق الاتحادي الثلاث نقاط لولا عملقة لاعبي العميد ودعم جماهيرهم المؤزر والمؤثر.
للأسف أخطاء الهويش الشنيعة تأتي امتدادًا لأخطاء سابقة لحكام آخرين والتي ألقت بظلالها السلبية على نتائج الكثير من المباريات، في ظل سلبية لجنة الحكام وفشلها في تطوير مستوى التحكيم حيث لازال الحكم المحلي يتأثر بوسائل الإعلام ولا يزال يقتل المباراة وهي في أوجها عبر صافراته المتكررة لأبسط الاحتكاكات خارج الصندوق بعكس الحكم الأجنبي الذي يُسهم في رفع مستوى المباراة فتجدها سريعة في رتمها ومتعددة في هجماتها.
المنافسة في الدوري باتت على أشدها ولا تحتمل مزيدًا من أخطاء الحكام، فالنصر المتصدر عازم على تحقيق الدوري، والفرق الأخرى الأهلي والاتحاد والشباب لازال أملهم في الصدارة مطروحًا ومشروعًا، والوضع لدى المراكز المتأخرة سيكون أشد حرجًا في قادم المباريات، وما نرجوه حقًا أن يكون لرئيس اللجنة عمر المهنا ومسؤولي الاتحاد السعودي لكرة القدم وقفة حازمة أمام أخطاء الحكام التي لا يُمكن وصفها أبدًا بالطبيعية، فأي صافرة خاطئة سيكون ثمنها نقاطًا لا تُعوض، وكرة القدم لدينا لا تحتاج إلى مزيد من الاحتقان والتأجيج، فلا شيء أصعب من العبث بمصائر الفرق وحقوقها سواءً كان الحكم قاصدًا أو جاهلًا.
تويتر AliMelibari@

6