• لا يختلف اثنان على العمل الكبير الذي قدمه سمو الأمير فيصل بن تركي رئيس النصر، كما ونوعا، والذي غير به تركيبة فريقه التنافسية، فما قدمه «كحيلان» -كما يحب أن يطلق عليه محبو العالمي- لا يحتاج إلى كلمات الثناء مني ولا المزايدة من غيري، فالعمل الذي نلمسه في كينونة النصر يغني عن الكلام.
• فالنهوض بالفارس من مرقد المتفرجين، ونفض غبار الترهل، وإعادته فارسا مغوارا يقتحم في كل الميادين؛ بحثا عن المجد الذي اعتلاه من الباب الكبير ما هو إلا دلالة واضحة على سر روح التحدي التي تسكن عزيمته في تحقيق المستحيل.
• ولعل أبرز عوامل نجاح كحيلان هي قراءته الذكية لمتغيرات المنافسة وقدرته على تطويعها لمصلحة فريقه وفهمه الصحيح في كيفية إدارة اللعبة داخل الملعب وخارجه مما سهل مهمته في إعادة النصر للنصر.
فلم تكن قدرته الإدارية المنبثقة من استراتيجية الرجل المحنك وتبلورها كمنظومة عمل محترفة، تدير أحجار الشطرنج بحرفية عالية كافية، ولا قدرته المالية التي كانت بمثابة عصا موسى للنصر تحقق بها ما لم يحققه الأخرون في استقطابات وتعاقدات «مطنوخة» مميزة صنعت لفريقه الهيبة والقيمة، كافية لاستكمال المعادلة لدى رئيس النصر، لولا الفلسفة الإعلامية التي كان لها بالغ الآثر الموسم الماضي في تتويج فريقه بطلا.
• حيث أن هذه الفلسفة «المثالية» لم تأت من فراغ، وإنما جاءت من رحم التجارب التي لازمت رئاسته في سنينها الأولى، وخرج منها برؤية إعلامية أضفت على عنفوان النصر الميداني مزيدا من البريق واللمعان أسر به ناظر محبيه.
• ولكن كل ذلك العمل «المقدر» من سموه من الممكن أن يذهب هباء منثورا، ويعود النصر للمربع الأول لمجرد انزلاقه في مستنقع الإعلام في لحظة غضب وانفعال وخروج عن النص تعيد نصر كحيلان من حيث أتى.
• فتصريح سموه الأخير، والذي كان محل امتعاض ورفض جميع الرياضيين بما فيهم النصراويون أنفسهم، لا من حيث الصيغة التي طغى عليها الانفعال ولا الرسالة التي أراد أن يوصلها للمعنيين في اتحاد القدم، حتى وإن كنا نتفق مع سموه في مسألة وجود أخطاء تحكيمية تضرر منها النصر في تلك المباراة، لكن سموه يعلم جيدا قبل غيره أنه استفاد من الأخطاء نفسها بل صعدت بفريقه لمنصات التتويج ولعل «يد دلهوم» لا تزال مصدر سعادة النصراويين، ونحن على ثقة بأن سموه يدرك تماما بأن الأخطاء جزء من اللعبة ولا جدوى من الخوض فيها، إلا إذا كان لسموه مآرب أخرى سعى إليها من خلال هذا التصريح مما يجعلنا نتساءل بصمت..
• هل كان سموه يأمل من توجيه إنذاره الأخير لاتحاد اللعبة بتحكيم محابٍ للنصر؟ أم أن ذلك من باب الضغط على الحكام خشية الغرق أمام القادمين من الخلف؟
• وما هو هدف سموه بتشهير دعمه لرئيس الاتحاد، بالرغم أن هناك كثيرين دعموا بنفس القوة والتأثير ولم يتكلموا، أم أنه كان متعشما برئيس يعمل وفق سياسة من دعمني ومن لم يدعمني.
• أسئلة كثيرة تناثرت حولنا لا أحد يستطيع الإجابة عليها إلا سموه.. ولكن السؤال الأهم بعد عودة التصريحات الإعلامية ..هل يعود النصر من حيث أتى؟