محمد الشيخ | رئيس هلالي تحت الطلب!

أكبر مشكلة يمكن أن تواجه نادي الهلال في المرحلة الراهنة هي قدوم رئيس بديل عن الأمير عبدالرحمن بن مساعد، ليس بالضرورة لأن أحداً من بين كل شرفيي الهلال لم يبدِ استعداده لتعويض الفراغ الذي سيتركه الرئيس المستقيل؛ ولكن بسبب أمور أخرى كثيرة تجعل أي متطلع لكرسي الرئاسة يفكر ألف مرة قبل خوض المغامرة بما فيها من تحديّات خطيرة تتمثل في التالي:

التحدي الأول يبرز في كلفة رئاسة الهلال المالية؛ إذ لا يخفى على أحد أن ميزانية الهلال السنوية إن لم تكن الأكبر فهي من بين أكبر الميزانيات على مستوى الأندية السعودية وهو ما يجعل توفيرها صعب جداً رغم وجود سلة الرعاة والمعلنين، ما يعني أن الرئيس المقبل يحتاج لأن يكون ذا ملاءة مالية ضخمة، وقبل ذلك أن تكون يده مفتوحة على الدوام بحيث لا يسعفه الوقت لثنيها، وهو ما جعل الأمير عبدالرحمن يدفع ما يزيد عن 300 مليون ريال خلال فترة رئاسته من بينها نحو 200 مليون في دورته الرئاسية الأولى، عدا عن الدعم الكبير والخاص الذي جاءه من شرفيين في مقدمتهم الأمير عبدالله بن مساعد، وهو ما يعني أن الرئيس القادم يحتاج إلى جانب قدرته على الدعم وجود روافد شرفية تسعى لنجاحه الشخصي تحديداً.

التحدي الثاني يكمن في مدى قدرة الرئيس على اختيار مجلس إدارته بحيث يكون من الكفاءات الإدارية كل في مجاله، وهو ما نجح فيه الأمير عبدالرحمن في رئاسته الأولى وكذلك في رئاسته الثانية حيث نجح بفضل اختياراته الدقيقة لشخصيات خبيرة وأخرى طموحة كانت عوناً له في استظهار الهلال كأبرز نادٍ يعمل وفق منهج مؤسساتي سواء في التنظيم العام، أو في إدارة كرة القدم، والألعاب الأخرى، وكذلك في الاستثمار والمسؤولية الاجتماعية ومجالات أخرى غيرها.

التحديث الثالث يتمثل في القدرة على تنمية العوائد الاستثمارية وهو العمل الاحترافي الذي أسسه وقاده الامير عبدالله بن مساعد في وقت سابق وبنى عليه الأمير عبدالرحمن ما جعل الهلال اليوم صاحب أكبر إيرادات وأكثرها تنوعاً وأقواها استقراراً حيث لم تنقطع عن النادي في وقت كانت الأندية المنافسة تئن من غياب الراعي الواحد وتشكو من جفاف منابع الاستثمار.

التحدي الرابع يقوم على حتمية تحقيق الفريق لجل الاستحقاقات التي يدخلها، لاسيما بطولتي دوري أبطال آسيا والدوري المحلي ومعهما البطولات الأخرى، وخسارة أي منها وتحت أي سبب خصوصاً دوري أبطال آسيا يعني الفشل ولا شيء غيره، ما يستدعي المطالبة بالرحيل من أنصار النادي، وهو ما وضع الأمير عبدالرحمن في وجه المدفع طوال فترة رئاسته حتى في الفترة الأولى التي حقق فيها ست بطولات محلية من أصل 12 بطولة تقاسمتها الأندية الأخرى حين قرر الرحيل قبل أن يجبر على العدول عن القرار.

التحدي الخامس يتجلى في الضغوطات التي يمارسها الإعلام الهلالي ومن خلفه الجماهير، فضلاً عن الضغوطات التي تمارسها الأطراف المناوئة له، وذلك عند أي محك يمكن أن يدخله النادي، فهو تحت الضغط حين التعاقد مع المدربين وأثناء عملهم، وتحت الضغط عند المفاوضات مع اللاعبين المحليين والأجانب وخلال مشاركاتهم، وكذلك تحت الضغط في حضوره الإعلامي، وفي علاقته مع كافة الأطراف المتماسة مع النادي، وفي كل شاردة وواردة حتى يكادون يعدون عليه أنفاسه.

التحدي السادس يتمثل في ضرورة استعداد الرئيس الهلالي على كل أنواع الخذلان التي يمكن أن يواجهه، سواء من الشرفيين أو الإداريين المقربين وكذلك من الإعلام والجماهير بل حتى من اللاعبين أنفسهم بحيث يرتب نفسه في أوقات صعبة على مواجهة مصيره بنفسه.

تلك التحديات هي غيض من فيض الواقع الصعب الذي ينتظر أي رئيس يفكر أن يجلس على الكرسي الملتهب، والذي بقدر ما هو كذلك إلا أنه أيضاً فيه من المكتسبات الكبيرة يكفي واحداً منها أنه يضع صاحبه كأحد أهم رجالات الرياضة والمجتمع ليس في السعودية بل على المستوى الإقليمي والدولي، فهل ثمة رئيس يستعد لدفع هذه الكلفة الباهظة؟!

8