محمد الشيخ | مسرحية الاتحاد المنتخب
محمد الشيخ

محمد الشيخ

ليس أسوأ من نتائج الاتحاد السعودي وتخبطاته إلا محاولة رئيسه وأعضائه الاستذكاء على الوسط الرياضي بعقدهم لمؤتمر صحفي تم الترويج له باعتباره مؤتمراً يهدف لإزاحة الستار عن انجازات الاتحاد المنتخب في العامين الماضيين في مسرحية بدت هابطة من حيث النص المكتوب، وهابطة أكثر من حيث الأدوار التي تم توزيعها على الممثلين الكومبارس الذين ارتدوا ثياب الأبطال فكان طبيعياً أن يكون المآل فشلاً ذريعاً وسقوطاً مريعاً إذ انقلب السحر على الساحر ما اضطر الممثلون للهروب حتى قبل نهاية المؤتمر أقصد المسرحية.

أول دلائل الفشل كانت في كلمة الرئيس أحمد عيد الذي قال في مطلع كلمته وهو يخاطب الإعلاميين: “لا توجد لدينا نتائج أو إنجازات تذكر بقدر ما كان لنا هدفاً كبيراً بأن نعمل كأسرة واحدة”، وهي العبارة التي كانت كافية لتجعل أعضاء اتحاد الكرة المشاركين في المسرحية.. عفواً أعني المؤتمر أن يغلقوا ملفاتهم التي اتخموها بالورق الفارغ وعبؤها بالحبر المزيف، ومعهم الإعلاميون الذين حضروا ليكونوا شهوداً على المنجزات الوهمية ليعودوا أدراجهم حيث شهد شاهد من أهلها أن لا إنجازات ولا نتائج تذكر، وأي شاهد.. إنه الرئيس!.

الدليل الثاني للفشل تمثل في حالة الارتباك المفضوح في خطاب الرئيس الذي لم يكن يدري هل جاء للمؤتمر ليخاطب الإعلاميين الحاضرين أم جاء ليخاطب أعضاء الجمعية العمومية الغائبين أو بمعنى أدق المغيبين حينما قال مخاطباً أعضاء الجمعية “أقف اليوم أمامكم وأنا زميل لكم وصديق وابن لهذا الوطن، وسبق أن حضرت ثلاثة اجتماعات منها وفي الأخير نصبت رئيساً للاتحاد السعودي من خلال هذه الجمعية التي أحترم كافة أفرادها”، وإن كان هذا الارتباك قد فضح شيئاً فقد فضح الهدف من المؤتمر وهو محاولة استباق اجتماع الجمعية العمومية لتعبئة الرأي العام بهذه البروباغندا الفارغة حتى إذا ما حوصر الاتحاد في يوم الجمعية يكون قد نجح في إحداث انقسام في الشارع الرياضي.

الدليل الثالث أن الاتحاد المنتخب حاول الالتفاف على الوسط الرياضي بحديث الدكتور عبداللطيف بخاري عن منجزاتهم على الصعيد الإداري والفني والمالي، وخصوصاً في حديثه عن وضع أسس تعتمد على التخصص والاحترام في اختيار العاملين داخل اللجان، وكأنه يريد أن يطمس الحقيقة التي عراها الدكتور عبدالرزاق أبو داود بعد توزيع المناصب على الأعضاء حينما خرج غاضباً ليصف عملية توزيع الحقائب بأنها تعتمد سياسة الترضيات وأنها أشبه ما تكون بتوزيع المغانم، فضلا عن القفز على اتهاماته هو شخصياً للجنة الفنية حينما طالبها بوضع معايير علمية لاختيار لاعبي المنتخب لوقف المجاملات والظلم الموجودين بحسب كلامه، وهو ذات الاتهام الذي ساقه أبو داود قبل استقالته حينما ادعى وجود تدخلات في العمل داخل المنتخب، فضلاً عن الارتباك الفني والإداري الذي أفضى لفشل المنتخب في بطولتي الخليج وآسيا، أما عن فوضى الأمور المالية فحدث فيها ولا حرج، فمن تضخم انتدابات الأعضاء إلى سوء التقارير المالية والتي قال ما قال عنها الرئيس العام لرعاية الشباب إلى حد قوله بأنها لو وصلته من أحد موظفيه لفصله من وظيفته!.

أما الفشل الرابع فيتمثل في قول الدكتور بخاري بأن الاتحاد قد وضع استراتيجية لا يوجد لها مثيل حتى في الاتحاد الدولي في دول مثل اليابان وألمانيا وفرنسا وإسبانيا وأستراليا وكوريا الجنوبية بل ولا حتى في الاتحاد الدولي لكرة القدم، وكأنه يبشرنا بأن ذلك الورق المغموس بحبر التنظير سيجعلنا في مصافهم حتى قبل أن يدق مسماراً واحد في ورشة العمل المقرر العمل فيها خلال 20 عاماً، وهنا سأتوقف عن سرد بقية دلائل الفشل وما أكثرها وسأكتفي بالضحك، ولتسمحوا لي في ذلك فشر البلية ما يضحك!

7