في الوقت الذي يغيب فيه الدور الأكبر للإعلام الرياضي وتفتقد المهنية في رسالة القلم الرياضي.. فمن الطبيعي أن تتطاير الأوراق وتختلط الألوان من أجل مصالح مختلفة وأدوار متباينة وتصفية حسابات.. يكون أبطالها هم الأعلى صوتا والأكثر جهلا والأقل ذوقا دون احترام للمتلقي أو مراعاة للمهنة.. لقد أصبحنا نعيش زمن العنترية الإعلامية العوجاء سيطر فيها الكثير من المحسوبين على رياضتنا والتي ليس لديها أي مشكلة أن تقلل أو تشكك أو تطبل أو تتجاهل أو حتى تتهم على أساس أن الإعلام قد يمارس دور الرقيب الأول.. لذلك يحاول الكثير منهم أن يلعب دور البطل ويفرض الوصايا ويطالب بأمور ويركز على قضايا يمليها عليه ميوله ويحسب فيها ألف حساب لمصالحة الرزنامة التي يعمل لها.
لذلك لا غرابه أن تعج الكثير من الكتابات الصحفية الرياضية وتتحول العديد من البرامج الرياضية ومواقع التواصل الاجتماعي في تناول أي قضية إلي مهاترات إعلامية وتراشق ومشادات كلامية واتهامات متبادلة وعلى الهواء مباشرة في ساحة أشبة بالمعركة التي يرفع فيها كل منهم سيفه.. بعيده كل البعد عن المنطق والنقد الهادف والرسالة الصادقة والتي يتضح معها وينكشف لنا مدى العقلية البعيدة عن الثقافة المطلوب والفكر الراقي والهدف السامي والأسلوب وآداب الحوار.
المشكلة الكبرى مع هؤلاء العناترة التي أخذت أكبر من حجمها الطبيعي وامتهنت سكب الزيت على النار.. أن المتلقي هم من فئة الشباب والمراهقين الذي يتأثرون بما يطرح ويناقش ويغير الكثير من اتجاهاتهم الإيجابية وسلوكهم ويؤثر على طريقة تعاملهم وتعايشهم وعلاقاتهم وحتى على نظرتهم للرياضة والتي يتحول معها ميولهم إلي تعصب.. مما يتطلب الأمر تدخل من جهات أعلى لوضع ضوابط وحدود ورقابة على الطرح الإعلامي الرياضي بمختلف أنواعه وأشكاله.
تويتر TariqAlFraih@