محمد الشيخ | حلم الرياضيين في عهد سلمان

حملت القرارات الملكية لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان تباشير الخير لكل البلاد والمواطنين كافة إذ غطت كل مرفق وصافحت كل مواطن بشكل مباشر وغير مباشر لتؤكد عمليًا أن السعودية كانت على موعد مع قائد فذ يتلمس حاجات بلاده ويدرك هموم رعيته فكان طبيعيًا أن تجتاح عاصفة الفرح البلاد من الحد إلى الحد.

كل القطاعات الحيوية غمرها شلال العطاء الذي تدفق يوم “الخميس الأخضر” وقطاعنا الرياضي فاض به إذ نامت الأندية هانئة في تلك الليلة ليس لأن الملايين قد باتت في خزائنها، ولكن لأن الرياضيين بمختلف شرائحهم اطمأنوا على أن الرياضة في عهد الملك الحكيم إلى خير، وأن الأيام المقبلة ستكون حبلى بالمفاجآت التي تسبق تطلعاتهم وتتجاوز آمالهم. شخصياً لا أحتاج إلى نبش الأحداث لإثبات علاقة سلمان الوطيدة بالرياضة، ومتابعته الدقيقة لأحداثها، ومعرفته عن قرب بتفاصيلها فقد وقفت بنفسي على ذلك في موقف لا أنسى تفاصيله، ففي الخامس عشر من مايو العام 2006 تشرفت باستلام جائزة الإبداع الصحفي من يديه الكريمتين حين كان أميراً للرياض، وكان حدثاً مهاباً بالنسبة لي، وكنت أحبس أنفاسي، وأكاد أتعثر في خطواتي وأنا في طريقي لمنصة التتويج، وزاد من مهابته إذ ما كدت أصافحه حتى ابتسم مبادراً لي بسؤال نزل عليّ كصاعقة:

وش تشجع يا الشيخ؟.. هلالي ولا نصراوي؟!

تلعثمت في الإجابة، فما كان مني إلا أن استرق نظرة إلى رئيس التحرير الأستاذ تركي السديري الذي كان يقف بجانبه لعله ينقذني، وإذ به يبتسم صامتاً، ففهمت بأنه يقول لي أجب!.

بسرعة لملمت ما تبقى لي من جرأة فأجبته:

أنا منتخباوي طال عمرك

ظننت أنني أنهيت إجابتي بنجاح بيد أنني ما كدت ألتقط أنفاسي حتى حبسها من جديد حين قال لي:

أنا أقرأ لك ويعجبني ما تكتب.. وخلك منتخباوي.

استشهد بهذا الموقف كدليل على أن الملك سلمان لا يلامس الرياضة في ظاهرها وإنما يلج في أعماق واقعها، فيتابع الأحداث ويقف على التفاصيل ويقرأ ما يكتب عنها، وهو أمر يجعلنا نطمئن أكثر فأكثر على أن رياضتنا ستشهد تحولًا كبيراً، وسيساعد على ذلك وجود خطة استراتيجية يقودها الأمير عبدالله بن مساعد سعياً لإحداث نقلة كبرى تتمثل في استراتيجية الرياضة السعودية التي بدأ الرئيس العام لرعاية الشباب ينسج خيوطها منذ اليوم الأول له في منصبه.

تطلعانا نحن الرياضيين في عهد الملك الحكيم ترافق الغيوم وتزاحم القمم وليس بخافٍ عليه أن رياضتنا في الأعوام الأخيرة عانت من تواري المنجز إلا من إطلالة هنا أو التفاتة هناك وهو ما لا يتوافق مع اسم السعودية وقيمتها ومقدراتها البشرية والمادية، لذلك نحن تواقون بأن يشهد هذا العهد الميمون التحول الذي يتوافق مع الآمال ويحقق الأحلام.

إننا نحلم اليوم بمشروع وطني كبير يحدث انقلابًا في واقع الرياضة بحيث يضعها في السكة المؤدية إلى الطريق الصحيح، ولن يكون ذلك إلا بركوب القطار الذي يؤدي إلى محطة العالمية في كل الرياضات، وهو ليس ببعيد بوجود ملك لن يرخص شيئًا في سبيل رقي بلده ونهضة شعبه، وأمير متدفق بالعطاء ومتسلح بالخبرة ومدجج بالطموح، وخلفهما شباب في مستوى التحدي، وهو ما يجعل معادلة الحلم قابلة للتحول إلى واقع على الأرض.

7