عاشت رياضتنا خلال الفترة الماضية لحظات فشل وإخفاق متكرر ومتوقع تعودنا عليها في أكثر من مناسبة ظهر فيها منتخبنا الأول لكرة القدم بمستويات مخيبة للآمال فقدنا فيها الكثير من هيبتنا ومكانتنا وسمعتنا الرياضية.. وشاهدنا تداخلات مع الأحداث لم نعهدها من قبل كان معظمها سلبي وغير عقلاني ويفتقد للمنطق.. فالعنوان الأبرز كان التخبط والعشوائية والاجتهاد على مستوى العمل المؤسسي الرياضي ثم الميول والتعصب وتصفية الحسابات وتبادل الاتهامات على مستوى المتابعة والتحليل والمدرج.. أوقات سقط فيها الجميع بلا استثناء لذلك الكل سارع مهما كان موقعة من المنظومة الرياضية برمي الكرة في ملعب الطرف الأخر.. ولم نشاهد شجاعة قد تشفع وتهدي الأمور في أحداث أصابت الوسط الرياضي بالإحباط كان منتخبنا الخاسر الأكبر فيها ورياضتنا هي الضحية الأولى.
هناك من تقمص الدور أكثر من اللازم فأصبح يمارس دور الوصايا على طريقة “حكيم ياشيخ” وهناك من جهز نفسه ليشير بأصبع الاتهام في كل اتجاه على طريقة “خذوهم بالصوت” وهناك من تفرغ لمناقشة وضع المنتخب بلون فريقه على طريقة “المؤامرة” حتى أن الكثير من الحلول أصبحت تطرح وتصلنا من الخارج على طريقة “فزعة الجيران”.. في غياب شبه تام للشفافية والوضوح من مالكي القرار للكثير من الأحداث والمواقف التي كانت حديث الشارع الرياضي ولم يكن التعامل معها بحزم.. لذلك فالسقوط الأكبر والمؤلم هو مؤسسي لأنه جاء من القمة حيث ترك للجميع الطرح والتفسير نيابة عنه في حين لم نعهد منه غير الاعتذار الذي أتوقعه اليوم شبه مرفوض.
أصبحنا لا نستطيع تنظيم أنفسنا من خلال العمل والفكر ولكننا نجتهد وفق المصالح وإرضاء الآخرين وأصبح الهجوم والاتهام والتقليل والسخرية من الأمور الطبيعية في رياضتنا.. لذلك دعونا نعود للدوري المحلي وأهلا به ونكتفي بما فيه من إثارة وتنافس وأيضا تخبط وعشوائية فرياضتنا لا تستطيع العيش بدونها.. فلن يهاجمنا أحد في شخصنا أو وطنيتنا ولن يزايد أحد علينا فالمصالح التي كانت مع المنتخب انتماء أصبحت اليوم في الدوري ولاء.. وأعتقد أن الكثير من الجماهير بمختلف ميولها متشوقة الآن لمباريات الدوري أكثر من أي وقت مضى لتعيش من جديد إثارة بطولتنا المحلية والتي رغم قوتها لم تستطيع أن تقدم لنا مخرجات تتناسب مع حجمها.. هل هناك منكم من يستطيع أن يعرف لماذا؟
تويتر TariqAlFraih@