منتخب الـ ” 100 مليون “

سلطان_الميمونيتجنبت الكتابة عن المنتخب الوطني بعد خسارته لكأس دورة الخليج الأخيرة إلا لمرة واحدة “يتيمة” لأسباب عدة , لعل أهمها , أن “الضرب في الميت حرام” , وقد كتبت من ضمن ما كتبت حينها متمنيا أن يعتذر القائمون على المنتخب عن المشاركة في بطولة أمم أسيا , ولكنهم ذهبوا إلى هناك وحدث ماحدث وخرجوا بشكل مذل من البطولة وغادروا مبكرآ هم ومدرب “الفزعة” القدير.
عمومآ , كنت متأكدآ بأن المنتخب لن يذهب بعيدا في تلك البطولة , فمنتخب لم يحقق كأس الخليج “الأسهل” فمن الطبيعي الا يحقق البطولة الأسيوية “الأقوى” , كما أنه أيضآ لن يستطيع الذهاب إلى كأس العالم مجددآ وهو بهذه الحالة المزرية , هناك مشكلة كبيرة يعاني منها المنتخب وهي ليست في المدربين وأخرهم “كوزمين” فهو مدرب كبير , وقد درب المنتخب قبله مدربين كبار أيضآ لهم تاريخ ولهم سجل حافل بالبطولات مثل “ريكارد” الهولندي وغيره ولكنهم لم ينجحوا معه , ولكنها تكمن في “بعض” لاعبيه “الغير قتاليين” كباقي لاعبي المنتخبات الأخرى , والغير منضبطين كرويآ وفي روح الفريق بشكل عام , بطبيعة الحال سبب كل ذلك “دلال” الأندية التي أعطت “بعض” أؤلئك اللاعبين أكبر من حجمهم وأغرقتهم بملايين لم يحلمون بها أصلآ “وتنافست عليهم” حتى أصبحوا يتعالون على الكرة وتمكن الغرور من أكثرهم حتى أوهموا انفسهم بإنهم “نجوم” لايشق لهم غبار وأصبح البعض منهم يظن نفسه بمستوى بعض نجوم الكرة العالميين حتى أخذ يقلدهم في كل صغيرة وكبيرة , في حركاتهم , وسكناتهم , ولباسهم , وقصات شعرهم , إلا أنه لم يستطع للأسف تقليدهم في ماهو أهم وهو “لعبهم” , لقد تسببت تلك الملايين رغم أنها في عالم المال مجرد “نقطة في بحر” عقود اللاعبين العالميين وقد تكون أقل من ربع عقد “ميسي” كمثال في مجموعها , فمجموع عقود 15 لاعبا على سبيل المثال أيضآ من لاعبي المنتخب هو360 مليون ريال وهي عموما ماتجيب لهم لو “تقاطوها” ولاحتى “نص عمارة في مركزية المدينة المنورة ” إلا أنها “نعمة” وخير فضيل في نظري وفي نظر “بعض” لاعبين قد يكونون قدموا أصلآ من بيئات فقيرة “والفقر ماهو عيب” وتساوي بالنسبة لهم الشئ الكثير , لقد كانت تلك الأموال مغرية جدآ لبعض اللاعبين وجعلتهم يتنقلون بين عدة أندية خلال أعوام قليلة من أجلها ليفقدوا بسبب اللهث خلفها الاستقرار وتنعدم بذلك الفائدة المرجوة منهم لإنديتهم ولمنتحب بلادهم الذي لم تعد تغريهم مكافأته.
إذا ماهي الحلول , بما أن الأجيال التي مرت على المنتخب خلال العقدين الماضيين قد أثبتت فشلها التام ولم تحقق للكرة السعودية إلا خيبات الأمل فالحل هو بإعادة النظر في نظام الإحتراف ووضع سقف محدد من الأموال لعقود اللاعبين التي صارت هي الهم الأكبر لهم , ثم العودة قبل ذلك إلى القاعدة وبناء أجيال جديدة للكرة السعودية فمنجم الحواري مازال يزخر بالمواهب اللذين سوف يعوضون جيل من جرفتهم الأموال وبريق الشهرة الزائفة عن طريق النجومية الحقة حتى وهم يرتدون شعار الوطن , ثم بعد ذلك إخراس الأبواق الإعلامية “المتعصبة” و”المتشنجة” بجميع ألوانها عن الخوض “سلبآ” في كل مايخص الأخضر , ثم بعد كل ذلك الدعاء بصلاح “نية” جمهور بعض الأندية التي لاترى منتخب بلادها إلا من خلال ألوان أنديتها ليجتمع الجميع على منتخب “وطن”بلون العلم.
سلطان الميموني

13