“اشتدي يا أزمة تفرجي”، أرددها للمرة الثانية على خلفية “شجار” بين المهاجمين الوحيدين في المنتخب، ولكن الإدارة والمدرب أذابوا الخلاف سريعا واجتمعوا على عشاء فاخر وتورتة صغيرة في حجمها كبيرة في معانيها لمصلحة الجميع بما يقوي العلاقة ويغذي العقول بمسؤولية حمل لواء الوطن في هذا المحفل القاري الكبير.
الحمد لله تحقق الفوز وتعانق (المتشاجران) بحراراة وخرجا في تصريحات مثالية وهذا يؤكد الاستفادة من الدرس. لكن المشكلة الكبرى في (مشاغبي) الإعلام وسآتي إليه في الجزء الثاني.
منتخبنا الأخضر حلق في سماء المنافسة ويجب ألا يهبط إلا بعد أن يصل إلى أعلى ارتفاع حسب قدراته وإمكاناته معززا بالطموح الذي قد يذهب بنا بعيدا، نتوق لمرحلة أفضل وأن نتأهل من خلال مباراة أوزبكستان بعد توفيق الله، وبعد ذلك لكل مباراة ظروفها.
فوزنا الكبير بالأربعة على الكوري الشمالي أعاد لنا البسمة الخضراء التي تعزز فينا التفاؤل بما هو أفضل وأجمل.
أمس لعب “كوزمين” بتغييرات عناصرية وتكتيكية ولذا كان من الطبيعي أن تكون البداية مرتبكة نوعا ما، خصوصا أن التغييرات في الظهيرين بحسن معاذ وعبدالله الزوري عوضا عن سعيد المولد وياسر الشهراني، وإقحام محمد السهلاوي مهاجما ثانيا مع نايف هزازي عوضا عن لاعب الوسط مصطفى بصاص، وبالتالي صار اللعب هجوميا أكثر من العمق والأطراف على حساب منطقة المناورة التي راقبها الثنائي هوساوي مع كريري وبمجهود وافر بعد أن تأخرنا بهدف صاعق في الدقيقة 11 عدنا للمباراة وسجلنا التعادل في وقت ممتاز عند الدقيقة 37 بقدم هزازي، وفي بداية الشوط الثاني خطف السهلاوي هدفا مهما في الدقيقة 52 وجاءت ردة فعل هزازي ولا أروع بعناق حار مع السهلاوي في مشهد مثالي تكرر مع الهدف الثالث بقدم السهلاوي أيضا بعد دقيقتين فقط بعد أن استثمر خطأ المدافع ليكمل سالم الدوسري العمل الفني الرائع بمراوغة وتسديدة وضعية اعترضها المدافع الذي كان خلف الحارس وركلة جزاء سددها نواف العابد (77) وأكملها بعد ارتطامها بيد الحارس والقائمين وتوج هدفه بهدية خاصة لياسر القحطاني الذي سيجري عملية الرباط الصليبي في ألمانيا.
كل لحظة ولقطة أجمل من سابقتها في اللقاء الجميل أمام فريق يماثلنا المتاعب والحظوظ لتجاوز خسارة البداية وكانت النهاية ولا أجمل بأربعة أهداف وفرح جماهيري أخضر في المدرجات وأمام الشاشات.
الحمد لله أربعا وفي كل حال وعلى أي حال والتفاؤل يملأ قلوبنا بما هو أجمل وأفضل وأن تكون بعثتنا الخضراء بكامل أفرادها في أعلى درجات التكاتف والجدية والإخلاص وأن نحقق التأهل ونحن نلعب بفرصتي التعادل والفوز.
المنتخب في أحسن حال داخل المعسكر هناك في أستراليا ولكن بعض الإعلاميين لم يستوعبوا مسؤولية الرأي والنقد والتفاعل مع المعطيات، وهناك مغردون يصرون على التغريد خارج النص ليس فقط بتعصب وتحزب بل بما يثبت عدم فهم معطيات العمل وفكر المدرب في إخراج لاعبين لغرض المحافظة عليهم بعد ضمان النتيجة وأحيانا لمنح آخرين فرصة البقاء في قيمة فنية.
وقبل هذا انكشف الكثير من الغوغائيين بين حادثة ناصر الشمراني مع المشجع، وشجار محمد السهلاوي ونايف هزازي، إلى درجة محاولة نفي مالا يرونه ومحاسبة واحد وترك آخر..! بينما المهمة والظروف تحتم تعاملا عقلانيا يحافظ على قيمة المنتخب. شخصيا طالبت بمعاقبة الشمراني وأن يعتذر للجميع وهناك من طالبوا بإعادته للسعودية مناقضين آراءهم في قضايا مشابهة..! وجاءت حادثة السهلاوي وهزازي فاختلفت آراؤههم بتأثير الميول..!! وشخصيا أشدت بتصرف الإدارة وتصريحات زكي الصالح، ومبادرة “كوزمين” وإصراره على دفع فاتورة العشاء، والحمد لله أن النتيجة واكبت هذه الخطوة لمصلحة المنتخب.
نسأل الله التوفيق وأن يهتم اللاعبون بمباراة أوزبكستان على نحو كوريا الشمالية لكسب البطاقة الثانية.
خلف ملفي | بالشجار.. فاز الأخضر