أنهى المنتخب السعودي مهمته مع كوريا الشمالية بنجاح، واستطاع الأخضر إلحاق هزيمة بمنافسه بنتيجة كبيرة، ليعدل من وضعه في حسابات التأهل، وينتظر نتيجة أوزبكستان مع الصين، ليعرف ما يحتاجه حتى يتأهل.
ويجب الإشادة بمحمد السهلاوي ليس لأنه سجل هدفين، وليس لأن هذه الأهداف كانت حاسمة، بل لأنه يجب استخدامه كقدوة لباقي اللاعبين في الملعب، فالأهم من أهدافه، كان كمية التحرك التي قام بها، والتعب والجري من أجل الفريق، فهو يضغط طوال دقائق اللقاء، ويقاتل من أجل كرة، وبسبب هذه الخصلة كان في المكان الصحيح في الهدف الثاني، وخطف الهدف الثالث.
لو لعب السعوديون كلهم عندما يخسروا الكرة مثل السهلاوي، سيكون من الصعب جداً على أي فريق التعامل معهم وصناعة الفرص أمامهم، فهو صاحب الروح المطلوبة التي افتقدها الاخضر في السنوات الأخيرة، يؤمن بالجماعية، ويؤمن بالتضحية من أجل الفريق، كما أنه يعرف أين يقف في الحالتين؛ بالاستحواذ على الكرة أو خسارتها.
ولا يمكن إنكار تفوق كوزمين المطلق على نظيره مدرب كوريا الشمالية جو تونج سوب، فالهجمات الكورية لم تكن لأن المدرب الشمالي ناجح، بل لأن عرب أسيا يظهرون في هذه البطولة بعض الأخطاء البسيطة والتي تعتبر من أساسيات كرة القدم، ولكن على المستوى التكتيكي كان المنتخب السعودي المتفوق في كل دقيقة من دقائق اللقاء، حتى في الشوط الأول.
عرف كوزمين كيف يوظف الأسماء لديه، وعرف كيف يجمع بين بعض اللاعبين أصحاب النزعة الفردية واللاعبين أصحاب النزعة الجماعية، ليكون هناك فريق متوازن لم تغلب عليه الفردية ولم يكن جماعياً لدرجة قتل المهارات، كما أن تنسيق بناء اللعب للفريق يتناسب مع الأسماء الموجودة، وفي هذا مغفرة له على الأخطاء التي تواجدت في المباراة الأولى مع الصين، فهو مدرب تولى المهمة متأخراً، ورغم ذلك يعرف ما يفعله، ويصحح أخطاءه.
ولوحظ أيضاً على المنتخب السعودي امتلاكه استراتيجيات مختلفة حسب ظروف اللقاء، وهذا يحسب للمدرب الروماني أيضاً، فالفريق لعب بفلسفة مختلفة، عند التأخر وعند التعادل وعند التقدم، الأمر الذي يؤكد أن هناك عمل يحدث، وتطور مستمر قد يعيد لجماهير المنتخب السعودية ابتسامتهم وإيمانهم بفريقهم.
الأخضر قدم اليوم مباراة مميزة، تفوق فيها على كوريا الشمالية بشكل أكبر مما فعلت أوزبكستان أمامهم، وحقق نتيجة قد تكون مفيدة له في حال فوز الصين على أوزبكستان لأن التعادل سيعني تأهله بعد ذلك، لكن يجب الانتباه إلى بعض المساحات الواضحة التي كانت تتاح خلف خط الوسط وأمام خط الدفاع خصوصاً على الأطراف، ويجب ملاحظة انخفاض أداء الفريق من حيث التركيز والمردود البدني في بعض دقائق اللقاء، كما أن الأخطاء الفردية في الخطوط الخلفية تبقى العدو الأول للمنتخب الأخضر.