بتال القوس: الجماهير لا تشبع!

وقع الهلال مع لاعبين واعدين، فتعالت أصوات جماهير الأهلي والنصر تجاه رئيسيهما يريدون صفقات مثله. وبدأ بث الأخبار والتوقعات عن صفقات قادمة للناديين، رغم أن الفريقين يعيشان أجمل أيامهما ويتنافسان بقوة على لقب الدوري ولا تعاني صفوفهما عجزا واضحا .. ولكن جماهير الأندية لا تشبع.

الأهلي الحصان الجامح، لا أظنه يحتاج إلى لاعب محلي غير حارس بديل فقط، يخلق جوا من التنافس مع الحارسين الحاليين، والصفقة متاحة مع أحمد الكسار، مع بديل آخر لمحور الوسط، قد يكون بالإعارة حتى يشتد عود الموهوب زكريا سامي، وبعدها لا حاجة إلى غيره.

على مستوى الأجانب، لا يحتاج الأخضر إلى غير استبدال الإسباني داني، والبديل حتما لن يكون أوليفيرا، وبفريقه الحالي يستطيع الأهلي انتزاع واحدة من بطولات الموسم. ولكنه الجمهور لا يشبع أيضا.

في النصر، يريد العُشاق الصفر ظهيرا أيسر يكون بديلا للقائد عبدالغني عند تغيبه لأي سبب أو حتى عندما يعلق الحذاء في منتصف الموسم المقبل بعد الفراغ من الآسيوية، رغم أن الفريق لم يتعطل بتخلف حسين عن ركابه أبدا ولعب أفضل مبارياته هذا الموسم أمام الشباب في غيابه.

أتفهم مطالبات النصراويين، وأراها منطقية شريطة ألا توصف بالحاجة الماسة الآن، فالفريق الحالي يستطيع السير في دور المجموعات الآسيوية بثبات ولا يحتاج إلى تدعيم صفوف إلا ببديل للهرناني فقط، ولكنها الجماهير لا تشبع، ولا تؤمن بتراتيبية الحاجات والأولويات.

لو كنت مكان فيصل بن تركي، استبدلت هرناني بمهاجم أجنبي مهم، وبحثت عن انتقال حر لظهير أيسر يلتحق بالفريق بدءا من تحضيرات الموسم المقبل ولا يكلف أعباء مالية مثل عكاش أو العبيد، ووفرت بقية المال لتسديد مستحقات اللاعبين الذي أعادوا النصر للقمة من جديد، خاصة أن بداية الموسم المقبل موعد استحقاقات مالية لأبرز نحوم الفريق.

.. في ظني أن النصر في الموسم الحالي لا يحتاج إلى أكثر من ذلك، وحتى بداية الموسم المقبل يمكن استبدال لاعبين أجنبيين آخرين لا يؤثران في الاستقرار، إذ سيكون الآخران قد انسجما مع الفريق.

في النصر أيضا ستكون هناك تخمة في وسط الميدان مع صعود لاعبين مهمين من الأولمبي ووجود الأسماء الحالية، لذلك أقترح على الإدارة إعارة لاعبين مثل فتيني والعتيبي لأندية مهمة كالاتحاد والأهلي أو الشباب وهم بحاجة إلى لاعبين كبدلاء أو أساسيين، ووجودهما في فريق كبير سيكون مفيدا لهما وللأصفر.

قضية التعاقدات ترتكز على أمرين مهمين، الأول تدعيم صفوف الفريق بما يحتاج إليه فنيا، والثاني عدم السماح للمنافس المباشر بتقوية نفسه شرط توافر فائض من المال.

في المسار الأول يجب الاختيار والانتقاء بعناية وفق الحاجة الفنية، في الثاني، لا يوجد لاعب سعودي حاليا يمكن أن يحدث فرقا لو انتقل لواحد من الأربعة الكبار غير نايف هزازي.

الحماسة التي تتلبس رؤساء الأندية عندما يوقع منافسوه صفقات ما، وعندما يواجه ضغوطا من المدرج، يفترض ألا تأخذه في طريق العمل العشوائي وتتلبسه ثقافة التحديات السطحية، وعلى رؤساء الأندية أن يعوا جيدا أن فريق كرة القدم مثل الفرقة الموسيقية يجب أن يتنوع فيها الأعضاء بين عازف عود، وكمان وناي، ولا يمكن أن تنجح فرقة موسيقية في عزف مقطوعة موسيقية إذا كان كل الأعضاء ينفخون بمهارة عالية في الناي فقط.

مقالة للكاتب بتال القوس عن جريدة الاقتصادية

7