قال لي أحد الزملاء إن أفضل لاعبي آسيا ناصر الشمراني قد أحسن التصرف عندما ضرب المشجع الذي وصف لاعبي المنتخب بـ «الزلايب»، أما لماذا فلأن كلام المشجع كان يفتقد اللباقة والتهذيب، لذا كان على النجم القاري أن يستخدم مهارات محمد علي كلاي في اللكم ويرد اعتبار زملائه الذين خسروا من البحرين بالأربعة، ويحتلون تصنيفاً دولياً بعد المئة بمراكز عدة، إضافة إلى أنهم لم يستطيعوا أن يحققوا كأس الخليج التي أقيمت في عقر دارهم.
طبعاً لا غرابة أن تكون الأسئلة الدائرة في الوسط الرياضي: هل أخطأ المشجع؟ هل أخطأ ناصر؟ ماذا ينبغي على اتحاد الكرة أن يفعل تجاه الواقعة؟
عن المشجع، أقول إن الهتافات في المدرجات لا يمكن لأحد أن يسيطر عليها أو يلغيها، فالدول المتقدمة التي تطبّق قوانين صارمة لم تستطع أن تفعل شيئاً إلا ضد الهتافات العنصرية، أما غيرها من الهتافات فلا يمكن لأحد أن يتحكم فيها، إذ لن يجتمع في المدرج 60 ألف مشجع ذوو أخلاق ملائكية، فلو اقتصر الحضور على من لا يسب أو يشتم فأعتقد أن كرة القدم ستنافس لعبة البيسبول في جماهيريتها.
لا أريد أن أخرج عن السياق، لذا أعود إلى المشجع الذي وصف اللاعبين وليس ناصر وحده بـ «الزلايب»، كان على ناصر أن يسأل نفسه: هل كان المشجع يقصد أشخاص اللاعبين أم مستواهم الفني؟ أي هل هم «زلايب» شخصياً أم فنياً؟ أعتقد أن المشجع وصفهم بناء على قناعاته الفنية، ومقياس ذلك بالتأكيد هو العطاء داخل الملعب والنتائج، وبعد نهاية البطولة سيتضح بشكل جلي، هل هم «زلايب» على المستوى الفني، أم لا..؟!
من يبررون لناصر فعلته، أظن أن منطلقهم الوحيد هو الميول ولا غيره، فمهما قال المدرج من ألفاظ يظل اللاعبون مدينين لهم، فلاعب كرة القدم من دون مدرج لا قيمة له، بل لا أبالغ إذا قلت إن عشرات الملايين المودعة في حساب ناصر، وأشعرته بأنه محمد علي كلاي جاءته بفضل الله أولاً ثم بفضل هؤلاء المشجعين الذين ضرب أحدهم، فالمشجع هو المصدر الأول والأخير لخزائن الأندية واللاعبين، فمن أجلهم يأتي الرعاة، ولأجلهم تتنافس محطات التلفزة على النقل، كذلك من أجلهم يتبرع الداعمون للأندية، باختصار كرة القدم واللاعبون لا شيء من دون المشجعين..!
هذا المشجع وأمثاله هم من قادوك يا ناصر إلى الألقاب كافة والغنى والشهرة، من دونهم كنت ستبقى لاعباً في الحواري، ولا أعلم ماذا ستكون وظيفتك الآن لو لم تكن لاعباً محترفاً في نادٍ تدخل خزانته عشرات الملايين بسبب جماهيريته..!
عن المنتخب واتحاد الكرة والعقوبات، لا أخفي عليكم أنني لو كنت مكانهم لاحترت كثيراً قبل أن أتخذ أي قرار، فالمرحلة حساسة جداً، واللاعب أخطأ، والسكوت غير جيد إطلاقاً، كما أن إصدار عقوبة في هذا الوقت قرار خطير للغاية، لذا أعتقد أنه سينتظرون حتى نهاية البطولة، فإما أن يحقق اللاعبون نتائج تنسي الرأي العام ما حدث، أو يثبت كلام المشجع بأن اللاعبين لا شيء فنياً، وهذا هو الوصف المهذب لمفردة «زلايب»..!
قبل أن أنتهي من المقالة وقطعاً لردود المتعصبين، أود التذكير بأن الفقير لله كاتب هذه السطور انتقد اعتداء حسين عبدالغني على مشعل السعيد بشدة، بل قال «على الهواء»: إن ما قام به حسين هو «بلطجة»..! وسلامتكم.
مقالة للكاتب مسلي آل معمر عن جريدة الحياة