العالمي وتغير موازين القوى

طارق ابراهيم الفريحلعل حال الرياضة كما هو حال الدول فلكل زمان دولة ورجال.. وواقع الرياضة قد يعصف ببعض الأندية ويدخلها دوامة تبعدها عن منصات التتويج وتغيبها عن البطولات ويخلق فيها المشاكل لسبب أو لأخر لفترة قد تطول أو تقصر.. ففي رياضة كرة القدم مقومات نجاح تحتاج إلي دعم وعطاء حتى تستمر.. والوصول إلي القمة قد يكون سهلا ولكن المحافظة عليها هو الأمر الصعب والاختبار الحقيقي لهذه القدرات والركائز.. هنا نؤكد أن مقومات النجاح الني تميز بها فريق النصر في الفترة الأخيرة هي منهج شامل لمجموعة من المفردات لعل في مقدمتها الإرادة والطموح والرؤية المستقبلية وتحديد الأهداف والتخطيط الاحترافي والعمل المنظم والدعم بمختلف أنواعه من أجل إيجاد بيئة مناسبة استطاع من خلالها العالمي تحقيق التفوق والذي غير من موازين القوى في خارطة رياضتنا.

فالإخفاق والتعثر وسؤ الطالع الذي لازم إدارة النصر في بداياتها بقيادة الأمير فيصل بن تركي وكذلك الاندفاع والاستعجال غير مبرر في الكثير من القرارات وافتقاد الخبرة والمساندة في ساحة رياضية مليئة بالصراعات والمفاجآت زاد من العشوائية والتخبط وزيادة الضغوط ظهرت معها العديد من المشاكل وصعوبة السيطرة الكاملة وكثرة البيانات والتصريحات.. ولكنها شكلت في نفس الوقت مزيد من الخبرة والتمرس الذي أنطلق منها النصر نحو القمة في ظل وجود الإصرار والطموح والدعم.. فحجم العمل ونوعية الخطاب والفكر تغير وبشكل قوي في البيت النصراوي أعطى له هذا التواجد الرائع والمستوى العالي والذي جعله على قمة الترتيب.
هناك اختلاف كبير بين النجاح المنظم والذي يعتمد على العمل الجاد وتوفير الدعم والاستفادة من الخبرات وخلق الفرص ومقومات التفوق والتمسك بها لتحقيق النجاح وضمان الاستمرار فيه.. وبين النجاح الذي يأتي بسبب النفوذ واستغلال المناصب والسيطرة على مجموعة من الأدوات التي تسخر عملها وتكون طابور يخدم مصالح معينه.. لذلك لعبت بعض التدخلات الخارجية والظروف المحيطة في فترات سابقة أدوار ذات تأثير قوي على رياضتنا لعل الكثير منها وبسبب عودة العالمي انكشف على الساحة.
تويتر TariqAlFraih@

10