يفوز النصر أو يفوز الهلال، هي في الأول والأخير مباراة كرة قدم ضمن مسابقة من (26) جولة، أي أن الهزيمة واردة والفوز كذلك، ولا يجب أن تحمل الهزيمة أكثر مما تحتمل خصوصا عندما تكون من “كبير الرياض” الذي أصبح منافسا قويا على كل البطولات كما وعد بذلك الرئيس فيصل بن تركي.
لابد أن يفهم الجميع أن النصر اليوم هو ذاك البطل الذي يجب أن يحسب له ألف حساب، لقد تغير الحال فالنادي اليوم مليء بالنجوم أساسيين وبدلاء، وأصبح الصرف عليه بالملايين، ولذلك هو اليوم متصدر الدوري الذي يعد أقوى دوري من حيث كثيرة المتنافسين.
اليوم النصر يستحق بجدارة لقب “كبير الرياض” لأنه فعلا هو الكبير وهو الأجدر والأفضل، وهو الفريق الذي يضم النجوم والأسماء حتى وإن خلت قائمة المنتخب من بعض نجومه إما بسبب أو دون سبب، أو تغاضت صحيفة أو موقع إلكتروني عن قول الحقيقة وإعطائه حقه من الثناء والمتابعة.
الغريب أن مباراة الديربي التي أصبحت عند النصراويين مثل أي مباراة أخرى من حيث إنها لا تتعدى ثلاث نقاط أصبحت عند جاره الهلال الفيصل في العمل الإداري في النادي، بمعنى أن الفوز يجعل الفريق كبيرا ومنافسا حقيقيا وإدارته لا تضاهى ونجومه لا مثيل لهم، أما حال الهزيمة فالرئيس يجب أن يرحل والإدارة ضعيفة واللاعبون أداؤهم عادي ولا يستحقون تمثيل الهلال والمدرب ريجيكامب سيئ ويجب أن يغادر فورا!.
هزيمة واحدة من كبير الرياض جعلتهم يفقدون التركيز ويكيلون الاتهامات ويفتحون الملفات في كل اتجاه، وكأن الذي فاز ليس المتصدر وليس حامل اللقب وليس بطل كأس ولي العهد وليس الفريق الذي تعادل قيمة عقود لاعبيه في أرض الملعب (500) مليون ريال.
التخطيط الاستراتيجي الذي عمل عليه الأمير فيصل بن تركي منذ ست سنوات يؤكد أن الوصول لهذه المرحلة والتربع على عرش الأفضلية والقوة لم يأت صدفة أو من فراغ، بل من خلال عمل دقيق ومنظم ومحسوب صبر عليه أياما وليالي حتى وصل للهدف، وهو زرع ثقافة الفوز والمنافسة الشرسة وصولا لتحقيق البطولات والمحافظة على الصدارة للعام التالي.
فيصل بن تركي لم يعمل على ردة فعل الجمهور أو الإعلام، وإنما وضع خارطة طريق واضحة ومحددة عشت بعض أجزائها أثناء عملي بالنادي وبالرغم من بعض الصعوبات والتحديات إلا أن الهدف واضح والخطة تستوعب المطبات والزلات ولكنها في النهاية صنعت الفريق الذي أراده فيصل.
الهزيمة من فريق بهذا الحجم والقوة والاستراتيجية أمر طبيعي في كرة القدم، فمن يعمل ويخطط ليس أمامه إلا النجاح والإبداع، وهي المرحلة التي يعيشها النصر، وهناك من ردد بغباء في الموسم الماضي أن البطولتين مجرد صدفة، واليوم وبعد مرور نصف الدوري لا يزال الفريق في الصدارة بفارق ثلاث نقاط عن أقرب منافسيه.
شكرا فيصل بن تركي الذي أعاد لنا “كبير الرياض” وجعله فريقا مهابا ممتعا نراهن عليه وننتظره كثيرا في دوري أبطال آسيا لعله يعيد إنجازات الكرة السعودية في المحفل القاري والعالمي.
مقالة للكاتب علي حمدان عن جريدة الوطن