علي مليباري | الدكتور ماجد عبدالله

عذرًا بطولة الخليج؛ فالحديث عنكِ هذه الأيام وإن كان مطلبًا، إلا أنه يكاد يصمت وقت الحديث عن الأسطورة ماجد.. إنه ليس بكلامي، وإن خطّه قلمي، ولكنه إلهامًا استوحيته من كل من تلذّذ بحب ماجد وعشق أهدافه..

أعلم أيتها البطولة العزيزة أنكِ تغارين منه هذه الأيام بعد نيله جائزة جينيس للأرقام القياسية وتكريمه من السيد بلاتر حيث سحب منكِ الأضواء وخطف معه الأبصار ليجعل المشجعين يذهبون بمشاعرهم نحو ذكراه العطرة..

حتى الصغار الذين لم يحضروا ركضه المثير.. هم الآن على مواقع اليوتيوب يبحثون عن إبداعاته، يقولون وأفئدتهم تتقطر حسرة.. أين اللاعبون الآن من هذا الماجد؟!..

لا تثريب عليهم فقد سبقهم في ذلك آبائهم وأجدادهم حيث كانوا ولا زالوا لماجد من العاشقين والمتيمين..

أيتها البطولة الجميلة، إن ماجد أحمد عبدالله هو أحد أبنائك المخلصين وأفضلهم أداءً وعطاءً، التحق بصرحك الجامعي المهيب حاملًا درجة البكالوريوس بعد أن نصّبه السعوديون رمزًا أولًا لمتعتهم الكروية..

تشرب من بحر منافساتك وتعلّم مناهجك الكروية حتى أصبح متمرسًا بارعًا في قيادة الأخضر لزعامة آسيا والوصول لنهائيات كأس العالم فقال الباحثون حينها.. هذا إبداع لا يعادله إلا درجة الماجستير.

لم يتوقف ولكنه أكمل الركض والمتعة والإبداع وكأني به يسطر أبحاثًا علمية عملية ويؤسس منهجًا فريدًا في تسجيل الأهداف لينهل منه اللاعبون الباحثون عن التميز..

في يوم الاعتزال.. ذلك اليوم المشهود.. بكى الجميع، وأحسوا بأن الكرة أصبحت يتيمة، فقدماه ستبتعد عن الملاعب، ولكنه بقي في الواجهة رمزًا اجتماعيًا لافتًا حتى صنّفه الأكاديميون والمثقفون أنموذجًا فريدًا للموهوبين ومصدر إلهام للناجحين..

ستة عشر عامًا من يوم اعتزاله.. ومع ذلك تأتيه الجوائز من كل حدب وصوب في ظاهرة غريبة لم تحدث لأي لاعب عربي أو آسيوي من قبل..

كل ذلك لا أخاله أنا وكل من هم مأسورين بماجد إلا استحقاقًا رائعًا لدرجة الدكتوراه في علم كرة القدم وبتقدير امتياز مع مرتبة الشرف..

أيتها البطولة العزيزة.. لقد تعدد الهدافون وتكاثر اللاعبون عبر تاريخك الخالد ودوراتك المتعاقبة، ولكن ظل ماجد هو كبيرهم وسيدهم وأحسنهم، فإن أهدته موسوعة جينيس للأرقام القياسية لقبًا يستحقه فحريٌّ بكِ أنتِ أن تهديه لقبًا آخر تتفاخرين به أمام أعين العالم ونحتفل به نحن فرحًا وطربًا..

تويتر AliMelibari@

7