إنها دورة الخليج العربي لكرة القدم أو كأس الخليج بعد التعديل.. مسابقة غير عادية أبدا.. 44 عاما متواصلة من العطاء والصمود والتحدي.. عطاء بلا حدود للنجوم وصمود ليس له مثيل أمام كل التحديات حتى أمام أحداث سياسية وحروب لم تتوقف أو تتعثر هذه البطولة.. وتحدٍ في الاستمرار أمام كل من كان ولا يزال يطالب بإلغائها..

من عام 1970م انطلقت في البحرين بفكرة سعودية وها هي تعود في الرقم 22 إلى السعودية أرض الحرمين وإلى رياض الحب والعرب والكرم من جديد.. من يصدق أن حرب الخليج والاختلافات والتجاذبات السياسية التي عصفت بالمنطقة لم تسقط كأس الخليج وكأن هذه الكرة المدورة الساحرة المجنونة تستطيع أن تصلح ما أفسدته السياسة في العالم قاطبة وليس في خليجنا الذي يتربص به الطامعون لما حباه الله من ثروات طبيعية ولله الحمد.. من كأس الخليج عرفنا الملاعب العملاقة وبعد غد الخميس درة الملاعب في رياض الخير تحتضن من جديد خليجي 22.. من كأس الخليج انطلقت منتخبات المنطقة إلى كأس آسيا وكأس العالم.. الكل فاز بها ما عدا البحرين واليمن..

وعلى قول ملح دورات الخليج الشيخ عيسى بن راشد بخفة ظله “يقولون عجوز حساوية داعيتن على منتخب البحرين ما ياخذ كاس الخليج”.. قبل ذلك كانت عقدة المنتخب السعودي لدرجة أن الرياضي المخضرم صالح بن ناصر وصفها بالابن العاق.. الشهيد فهد الأحمد قاد الأزرق الكويتي إلى حصد العدد الأكبر من الفوز بكأسها.. عمان فازت بها وكذلك قطر.. والإمارات أبدعت وأطربت في خليجي 21 وخطفت اللقب أمام العراق.. أبناء الرافدين يحملون جراح وطن ممزق بآمال زرع بسمة بطولة وفرح لشعب أصبح الألم والغربة صنوانا وعنوانا له.. يمن التاريخ والعروبة حياكم في بلدكم الثاني.. يا هلا بقطر التطور والكرم القادمين من دوحة الرياضة العالمية.. شباب قابوس مكانكم العين والقلب.. الكويت ربعنا وعيال عم.. والبحرين جسر من الحب يربطنا.. يلا بيها مشعللة حماس وفن وكرة وجماهير.. يا زين الأهداف وفكونا من مباريات التعادل السلبي يا ثقل دمها.. تحس إنك ضيعت ساعة ونصف من وقتك على الفاضي.. والله الله بالتحكيم العدل لا تخربوها وأنا أخوكم.