برغم كل المعوقات الفنية التي زرعها المدرب السابق كانيدا نحو طريق الصدارة، إلا أن نجوم النصر أثبتوا علو كعبهم وقدرتهم الفذة على خطف النجومية، حدث هذا في لقاءات عدة حيث يبدأ كانيدا المباراة بتشكيلة خاطئة أو يتأخر في التصحيح ليسبقه نجوم النصر في إنقاذ الفريق.
ولعل ما يميز فريق النصر هذه السنة تحديدًا هو ثقة لاعبي الفريق بأنفسهم، وهي ثقة جميلة برزت في وقتها ولهذا ترجل اللاعبون وخطفوا الصدارة بقدراتهم وإمكاناتهم الفذة. ليس هذا فحسب، وإنما تجد أن ثقة الجماهير بلاعبي الفريق قد بلغت ذروتها هذا العام، فالجمهور أصبح يأتي إلى الملعب وقد تملكته الثقة بالفوز وتقديم العطاء الجيد.
أما السيد كانيدا فله طريقته الخاصة وفلسفته التي لا تقبل المناقشة، وربما لو كان متواجدًا قبل أربعة أعوام والنصر خال من النجوم وبعيد عن الواجهة كما هو الحال الآن لنجح في تطبيق أسلوبه إلى درجة مقبولة تستسيغها جماهير الشمس، ولكن مشكلته الكبرى أنه قدم في زمن مختلف.. زمن يدعى بزمن النصر.. الفريق المدجج بجملة من المهاجمين الأقوياء ولاعبي الوسط المهرة فضلًا عن ظهيرين يملكان النزعة الهجومية وكل ذلك لا يتفق مع أسلوب كانيدا.
الخبير كحيلان لم يتردد في التغيير فتلك ميزة الكبار والأقوياء في اتخاذ القرار، حيث تيقن أن الصبر على كانيدا ليس ممكنًا فمستويات الفريق تتهاوى تباعًا والنتائج الجيدة لا تأتي إلا بشق الأنفس وهو أمر لا يستسيغه النصراويون ولا يتقبله المتابعون كون العالمي لديه أفضل العناصر ويمتلك ثقافة النصر المؤزر، ليجلب بعد ذلك بحنكته وخبرته المدرب الأسبق ديسيلفا العليم بالنصر والخبير بأحوال بعض لاعبيه، ولعل أكثر ما يميز هذا القرار أن فترة التوقف الطويلة كافية لرسم خطط ديسيلفا وتنفيذ تطبيقاتها داخل التدريبات اليومية.
النصر سيلعب مع هجر مباراته الأولى بعد فترة التوقف وهي مباراة من فئة الوزن المتوسط وتلك بلا شك ميزة أخرى لن يغفل عنها المدرب لتجهيز الفريق قبل ملاقاة الأقوياء الهلال والشباب، في مباراتين ينتظرهما نجوم النصر بفارغ الصبر لتأكيد صدارتهم وقوتهم تحت شعار (صدارة مع سبق الإصرار) أو (صدارة بشطارة).. لا يهم فالصدارة في النهاية لا تحلو إلا مع النصر.
تويتر AliMelibari@